الاختلاف في الفكر والسلوك من صفات بني آدم، لكن الشيء المحير والمحزن أن يتحول هذا الخلاف إلى عداء يستتبعه سلسلة من الحماقات أسوؤها وأسودها قتل النفس. هل من الممكن أن يستدرج عقل إنسان ناضج وهبه الله الحياة واستخلفه في أرضه أن يقتل إنساناً آخر جاء ليزور مصر ويستمتع بطبيعتها الخلابة؟ وهل يوجد فكر ويقين يستبيح روحاً بريئة كل ذنبها أن لها طباعاً وعادات لا أنكر أنها تختلف كثيراً عن عاداتنا؟ هل هذا سبب كاف للقتل؟ عدونا معروف وليس هؤلاء القادمون لزيارة بلادنا.
للتعبير عن الرأي أكثر من أسلوب مقنع ومؤثر وفعال، يعرفه أصحاب العقول المستنيرة، وهم موجودون بيننا، ويكتبون ويتكلمون على منابر عديدة، ولمن يملك قدراً بسيطاً من نور البصيرة يستطيع فهم واستيعاب مفردات التعبير عن الرأي وحرية الاختلاف فيه. ولو كل منا قتل كل من اختلف معه في الرأي لتحولت حياتنا إلى أزمة لا يعرف مداها إلا الله. والله يقول "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون". وأنتم تتفقون معي أنه لا أحد يجبر أحداً على المعاصي، ولكل منا وجهته، والله وحده ثم ولي الأمر من لهم شرعية حساب الناس ومعاقبتهم، فمن أين جاء الدافع لقتل إنسان بريء قد يكون عاصياً ولكنه لم يعتد على أحد ولم ينتهك حرمة أحد؟
ما حدث في شرم الشيخ صورة مؤلمة للنفوس المضللة التي انخرطت في تجريم الناس ثم الحكم بإعدامهم، التنفيذ بهذه الصورة التي لا تخدم إلا إبليس وأعوانه.
إنني أتساءل هل كل من عصى الله يستباح دمه ويقتل؟ إنني أوجه رسالة لأصحاب فتاوى قتل الناس وإزهاق الأرواح تتلخص في الآية الكريمة "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". مفعول السلوك الطيب والكلام الطيب لهو أقوى بكثير من القنابل والسيارات المفخخة، و انتشار الكلمة الطيبة والدعوة إلى الله لهي الهدف الحقيقي لكل من يحمل في قلبه اليقين بالله.
سعد بدير- أبوظبي