تحت عنوان "استيقظوا أيها النائمون!" نشرت "وجهات نظر" يوم أمس الأحد مقالاً للخبير السياسي "جيفري كمب" تطرق خلاله إلى الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة قبل بضعة أيام مع الهند لتمكين الأخيرة من الحصول على تقنيات متطورة في مجال الطاقة النووية، علما بأن نيودلهي لم توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وبعد مطالعتي لهذا المقال، أرى أن الاتفاق يعد انتكاسة كبيرة في سياسة أميركا الخارجية، فالاتفاق يضرب نظام حظر الانتشار في مقتل، ويعطي لمعارضي الولايات المتحدة دليلاً قاطعاً على ازدواجية السياسة الأميركية في مسألة "حظر الانتشار".
الغريب جداً أن واشنطن تتربص بالبرنامج النووي الإيراني، وتطلق أجهزتها الاستخبارية بين الحين والآخر تقارير تلمح، من خلالها، إلى سعي بعض الدول العربية إلى امتلاك تقنيات نووية، فما هي هذه الازدواجية الفجة؟
الولايات المتحدة تحاول البحث عن حليف استراتيجي في آسيا ليكون هذا الحليف شوكة في ظهر الصين. ويمكن للولايات المتحدة طبعاً أن تعزز شراكتها مع الهند دون أن تخل بالنظام النووي، فثمة وسائل اقتصادية وتجارية وسياسية، لكن يبدو أن واشنطن تريد اختزال الوسائل وإرضاء نيودلهي كي ترسخ معها تحالفاً جديداً في جنوب آسيا، حتى ولو كان هذا التحالف على حساب مصداقية واشنطن في مسألة خطيرة كحظر الانتشار النووي.
منتصر إسماعيل- دبي