ختم الدكتور شملان العيسى مقاله المنشور يوم أمس الأحد في "وجهات نظر" بتساؤل مهم مؤداه: هل نريد لثقافتنا أن تكون ثقافة دينية أم علمانية تفتح المجال للتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة؟ وفي رأيي أن الظروف الراهنة تفرض على مجتمعاتنا العربية أن تعيش ما يمكن تسميته اصطلاحاً بثقافة العولمة، بمعنى أن العالم قد أصبح "قرية كونية" صغيرة بحكم ثورة الاتصال والتقنيات الرقمية التي، لاشك، تجعل من المستحيل على المرء أن يعيش في عزلة، إلا إذا فرضها هو على نفسه، فشبكة الانترنت مثلاً تزود أي متصفح بسيط لها بأخبار العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، والقنوات الفضائية ترصد تفاصيل الأحداث أولاً بأول، تاركة من يشاهدونها أكثر تفاعلاً مع المستجدات، سياسية كانت أم اقتصادية، وهو أمر لم يكن متيسراً لكثيرين قبل بضع سنوات.
ثقافة العولمة ستوجد لدى الأجيال القادمة هوية عالمية مشتركة من خلالها يستطيع المرء التعامل مع "الآخر" وفقاً لمعايير مشتركة، بحيث لا يكون ثمة مكان للفكر المتطرف، وستتلاشى على أثرها النزعات الانعزالية لدى بعض من يفشلون في استيعاب متغيرات العصر، أو الذين لا يستطيعون التكيف مع "الآخر" أياً كان أميركياً أم أوروبياً أو أفريقياً.
محمود زكي- أبوظبي