طالعت باهتمام مقال الدكتور خليفة السويدي الذي حمل عنوان "اللغز الثاني للإرهاب"، والمنشور يوم أمس السبت في "وجهات نظر"، ولفت انتباهي عبارة وردت في آخر المقال تنص على أنه "لا يوجد أسوأ من نصف عِالم كما لا يوجد أخطر من نصف ديمقراطية"، إنني اتفق مع الدكتور خليفة، فاستيراد الديمقراطية من الغرب لن يكون حلاً ناجعاً لمجتمعاتنا العربية، خاصة وأن تطبيق الأسس التي تقوم عليها هذه الديمقراطية عادة ما يكون مجتزأً ومشوهاً، لتكون المحصلة النهاية "تعددية حزبية" شكلية، ومجتمعا مدنيا "ديكوريا"، وصحف معارضة "فضائحية"، وبرلمانات صامتة.
هذه المحصلة الخطيرة ستوجد لدى العرب أجيالاً غير واثقة في أنظمتها السياسية، ومن ثم سينجرف بعض الشباب نحو الأفكار المتطرفة، التي تجد بيئة خصبة في مناخات مشوهة لا هي ديمقراطية بالمعني الحقيقي للكلمة، ولا هي ديكتاتوريات بالمعنى الصريح للفظ. الأجيال الجديدة التي تعيش ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات مهتمة جداً بمصداقية الساسة وشفافية المؤسسات، وإلا فالبديل هو الوقوع فريسة سهلة في يد أنصار الفكر المتطرف.
الحديث عن ترقيع "الديمقراطيات العربية" لن يجدي، وبدلاً من ذلك يجب الإسراع في تطبيق الديمقراطية بحذافيرها دون انتقاء أو اختزال حتى نتخلص من أحد أهم مبررات الإرهاب وهو الاستبداد.
عماد محمود-أبوظبي