هل تكرس زيارة شارون مصالحة فرنسية- إسرائيلية؟


زيارة شارون هذا الأسبوع إلى باريس، ومحاولته المصالحة مع فرنسا، وبوادر سلام دائم في أيرلندا الشمالية، وأهداف الإرهابيين من تكثيف هجماتهم على صعيد عالمي، موضوعات ثلاثة نتناولها في جولة سريعة في الصحافة الفرنسية.


 شارون في باريس


 الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون هذا الأسبوع إلى فرنسا أعادت شيئاً من الدفء للعلاقات بين باريس وتل أبيب وسمحت بقدر من التفاؤل في عودة ممكنة لعملية السلام في الشرق الأوسط وفق خريطة الطريق، هذا ما خلصت إليه صحيفة لوموند في مقال أبرزت فيه بشكل خاص قول شارون "إن فرنسا تستطيع التأثير على الفلسطينيين لإقناعهم بالعودة إلى طاولة المفاوضات وبمحاربة الإرهاب". لكن هل الفلسطينيون هم من يرفض حقاً العودة إلى العملية السلمية؟ لا تجيب الصحيفة، ولا يجيب شارون طبعاً. كما ركزت لوموند في تغطيتها كذلك على الأجواء "الإيجابية" التي جرت فيها لقاءات شارون وشيراك وقول هذا الأخير إن مبادرته الانسحاب من غزة "قرار تاريخي"، وأبرزت قوله "إذا استمر الإرهاب فلا مجال لبعث الحياة في خريطة الطريق"، ومن ثم "فلن تكون هناك دولة فلسطينية"، وركزت أيضاً على تصريح شارون بأنه لن ينسحب سوى من غزة، وإن القدس، أو أي مكان آخر "ذي أهمية تاريخية بالنسبة لليهود"، "ستبقى بيد إسرائيل". أما مجلة الإكسبريس فقد نشرت مقالاً تحت عنوان:"أمل خجول في غزة"، تحدث كاتباه عن أجواء الانتعاش البسيطة التي عرفتها حياة الفلسطينيين خلال أشهر الهدنة الأخيرة مقرونة بالتفاؤل الناشئ عن قرب موعد الانسحاب الإسرائيلي المزمع من غزة، وأيضاً نتيجة رغبة الفلسطينيين في إعطاء الرئيس محمود عباس فرصة ليتمكن من تعويم الاقتصاد الفلسطيني ومن ثم تحسين مستويات معيشة الفلسطينيين عامة. ويرصد المقال بوادر الانتعاش في ارتفاع مؤشر "القدس" ببورصة نابلس، وانفراج الحالة عموماً نسبياً، وأجواء التفاؤل السائدة بمستقبل أفضل، وهذه هي البداية، حسب تعبير الكاتبين. وفي صحيفة لومانيتيه نقرأ تغطية بعنوان:"شارون يتخارس حتى لا يتحدث عما بعد غزة"، تعرض كاتبها في نهايتها للحركة الاحتجاجية التي استقبلت شارون في باريس والتي قادتها مجموعة "أوقفوا الجدار" المكونة من مئات ناشطي السلام والمناوئين لجدار الفصل العنصري الإسرائيلي، في الأراضي الفلسطينية.


السلام الأيرلندي


هذا هو عنوان افتتاحية صحيفة لوموند ليوم الجمعة (أول من أمس)، وفيها قالت إن إعلان الجيش الجمهوري الأيرلندي يوم الخميس الماضي عن نبذه العنف وتوقفه نهائياً عن حمل السلاح مؤشر إيجابي للغاية، وإنه على عكس ما زعم القائد البروتستانتي إيان بيسلي، يمكن أن يصبح البداية الحقيقية لاستقرار وسلام دائمين في أيرلندا الشمالية، خاصة أنها المرة الأولى التي يعلن فيها الكاثوليك الأيرلنديون المناوئون للوجود البريطاني في بلادهم عن اتخاذهم مثل هذا القرار الجريء، الذي من شأنه حقاً أن يمهد لطي صفحة واحد من أشد وأطول الصراعات الداخلية التي شهدتها القارة الأوروبية ما بعد الحرب العالمية الثانية، بل أكثرها دموية حيث قتل فيه 3600 شخص. وتتساءل الصحيفة: إذا كان موقف الكاثوليك الأيرلنديين من السلام بات الآن واضحاً، فهل يتخذ غرماؤهم التاريخيون البروتستانت بدورهم خطوات جريئة تسرِّع من عملية إحلال السلام في الجزيرة الأيرلندية؟ وعن نصيب رئيس الوزراء توني بلير من خلق الظروف التي أدت إلى هذا التطور الإيجابي، ترى لوموند أن الفضل في الوصول إلى هذه اللحظة يعود أساساً لرئيس الوزراء المحافظ جون ميجر الذي دخل قبل عشر سنوات في عملية مفاوضات وتفاهمات وحزمة من التدابير السياسية هي التي نرى الآن بداية ثمارها، إن لم يجد جديد يغير مسار الأحداث، ويعرقل بالتالي العملية السلمية التي باتت أقرب إلى المتناول أكثر من أي وقت مضى.


 وراء القاعدة... "الإخوان المسلمون"


مجلة لونوفل أوبسرفاتور نشرت مقالاً بعنوان "استراتيجية الإرهابيين" تعرضت فيه للأسباب التي تدفع إلى الاعتقاد بوجود صلة ما بين هجمات لندن الأخيرة وهجمات شرم الشيخ، ففضلاً عن التشابه في السمات الفنية وأبرزها الهجوم على عدة أماكن متقاربة وفي أوقات متزامنة واستخدام مواد يمكن الحصول عليها من مصادر عادية وتحويرها بهدف صناعة أدوات قتل، وهي سمات غدت بصمة مميزة لأعمال تنظيم القاعدة، إلا أن المفاجئ في الأمر هو أن المهاجمين في لندن كانوا شباناً بريطانيين من أصول باكستانية ولدوا وتربوا في المملكة المتحدة، ووفق قيم المجتمع الغربي نفسه. كما أن هجمات شرم الشيخ أيضاً تأتي بعد طلب قادة "الجماعة الإسلامية" المصرية في مراجعاتهم في السجن من أتباعهم التوقف عن مثل هذه الأعمال التي بلغت ذروتها في مذبحة الأقصر الشه