تقوم مجموعة من الفضائيات الإيرانية المعارضة, بالبث التلفزيوني من الولايات المتحدة منذ فترة ليست بالقصيرة. وتفتح هذه المحطات يومياً ولساعات طويلة حوارات سياسية حول مختلف المواضيع، وحول الأوضاع في إيران بالذات مع الإيرانيين داخل وخارج إيران.
ومن المذيعين البارزين الذين اكتسبوا شعبية كبيرة في محطة "لحظة" المعارضة الرياضي الإيراني المعروف سعيد شميراني، الذي يدعو بحماس إلى تغيير النظام بالوسائل السلمية وبالاحتشاد الجماهيري على الطريقة الأوكرانية!
وقد دعا السيد شميراني الجمهور في طهران إلى التجمع بمئات الآلاف حول الجامعة ومحطة التلفزيون، والسيطرة على المبنى إن أمكن. ولكنه لم ينجح حتى الآن في إقناع الجمهور الإيراني بذلك، حيث لم تستجب للنداء إلا أعداد محددة. المذيع شميراني في حوار يومي مع مشاهدي المحطة، ويتصل به جمهور واسع من المنتقدين للأوضاع في إيران، كما يتصل به أحياناً مؤيدون للوضع. وسنحاول فيما يلي أن نقدم للقارئ نماذج مختصرة لفحوى هذه الاتصالات. امرأة إيرانية تتصل: كنت في حفلة وأخذتني الشرطة وضربتني سيدة 10 أسواط. إذا تغير النظام سأرد لها الضربات!
يتصل رجل من إيران: لماذا تعارضون الجمهورية الإسلامية؟ الرئيس أحمدي نجاد سيطبق تعاليم الإسلام. لماذا تتحدثون عن المدمنين في إيران؟. أميركا فيها كذلك مدمنون. لا توجد معارضة في إيران. ويجيب شميراني: "أنت لا تراهم طبعاً, لأنهم جميعاً في السجن"!
سيدة تتصل بشميراني: لا تضيع وقتك، شعب إيران بلا غيرة أو شهامة. لا تضيع وقتك وشبابك في هذه المحاولة، انظر فقط إلى شكل وملامح الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجاد الذي انتخبه الناس، أنا وزوجي أضعنا حياتنا في هذا البلد.
يتصل رجل: أحاديثكم جعلتني أتخلى عن المخدرات. محاكم الدولة فصلت زوجتي عني. لقد تعذبت كثيراً في ترك المخدرات وكنت أبكي كل ليلة واقفاً تحت دوش الماء البارد.
سيدة: على الإيرانيين أن يخرجوا إلى الشارع ويغيروا الأوضاع لأن القوى الكبرى ستتدخل.
سيدة أخرى: زوجة ابني طبيبة تجميل فرنسية، وتذهب كل سنة نحو ست مرات إلى إيران في زيارات طبية، حيث تجري عمليات تجميل لزوجات وبنات الملالي.
يتصل رجل من طهران: أريد أن أعتذر عمن اتصل بك منذ قليل وشتمك, هؤلاء من عملاء النظام، هؤلاء دمروا البلاد.
يتصل رجل: الأخبار تتحدث عن السجين السياسي "كنجي"، ولكنْ هناك ألوف غيره في السجون. لماذا لا تتحدث السيدة شيرين عبادي إلا عن كنجي؟
تتصل سيدة أفغانية: لقد تأملت الوضع الإيراني جيداً! لا حل إلا بتصفية الملالي جميعاً.
يتصل شاب: الإدمان حول الشباب في إيران إلى معتوهين. دق صديق عزيز باب بيتي طالباً قرضاً بنحو خمسين ألف تومان وأنا أعرف إدمانه. وعندما اعتذرت أخذني في يوم آخر إلى منزله ليعرض عليَّ شقيقته. لقد حزنت كثيراً لحاله ولا أزال في ألم عميق.
متصل: أنت تدعو لوسائل العمل السياسي السلمية. لا فائدة. كل الناس في إيران يتحدثون عن التصفية والدم.
متصل: لماذا لا تسمح للسيدة مريم رجوي بأن تحضر وتتكلم في برنامجك؟ يرد: لا مانع لدي، ولكني لا أعرف كيف أتصل بها.
سيدة تتصل: أنا أعترض على دعوة مجاهدي خلق. عندما كان الجنود الإيرانيون في حربنا مع العراق يموتون في سبيل الدفاع عن الوطن، كان هؤلاء مع صدام حسين.
سيدة أخرى: الملالي جلبوا إسلاماً مزيفاً للبلاد. نصف الإيرانيين اليوم يطالبون بالحرية. عليكم بالخروج من منازلكم دون خوف والاشتراك في الاحتشاد. اقفلوا الشوارع، كم رجلاً سيقتله رجال الأمن؟ أنا عمري 22 سنة ومقيمة في كندا، ولكني سأسافر غداً إلى طهران للمشاركة في المسيرة القادمة. ثم أجهشت بالبكاء!
يتصل إيراني من داخل أميركا: أنا من أنصار الجمهورية الإسلامية مع أني مقيم في أميركا منذ 28 سنة. عارضت قيام الجمهورية الإسلامية في البداية. ولكن حدثت تطورات في إيران منذ الثورة. القوى العظمى تسلك مختلف السبل لمعاداة إيران، نحن الإيرانيين مقصرون في حق بلدنا، نحن نخلق أصناماً من زعمائنا عبر التاريخ ثم نكسرها!
متصل: نحن على استعداد للقيام بعمليات انتحارية لتغيير الأوضاع. يرد عليه شميراني: لا داعي على الإطلاق للعنف، الانتحار لا يحل المشكلة وكذلك العنف، لابد من العمل السلمي. شاب عمره 25 سنة: نحن الجيل المخترق! لماذا نحن محرومون في دولة غنية؟ اخرجوا يا ناس من بيوتكم، دعونا نتظاهر حتى لو قمعونا، لماذا نحن مهاجرون منفيون في كل بقاع الأرض؟ اتحدوا لتغيير الأوضاع.
يتصل رجل: هذا النظام عدواني، وسيورطنا في حرب مع قوى أخرى، ثوروا يا ناس! البلد بلدكم وحكامها أجانب سرقوا البلد منكم! دولتنا غنية، سويسرا لا تملك أي خامات سوى مجموعة بنوك ومع هذا فالشعب مرفه.
تتصل سيدة: لقد بعتُ كليتي لحل أزمة مالية في العائلة، لو كانت لدي كلية ثالثة لبعتها كي أساعد محطتكم.
متصل من إيران: أدخلوني السجن وعذبوني، الناس لا تعرف كيف يتم التعذيب هناك، السلطة تنشر المخدرات بين الشبا