رغم الملفات المهمة التي تناقشها القمة العربية الطارئة التي ستعقد يوم الرابع من أغسطس في مدينة شرم الشيخ المصرية ''مدينة السلام'' والمستجدات الراهنة التي تفرض نفسها بقوة على المنطقة من العراق إلى فلسطين، فإن هذه القمة التي لاقت استجابة سريعة وتوافقا عربيا كبيرا توجه رسالة ذات شقين إقليمي ودولي في منتهى الأهمية تتخطى تقديم الدعم والمساندة إلى الشقيقة الكبرى مصر في مواجهة آفة الإرهاب لا سيما وأن هذه الآفة ''الوباء'' باتت تضرب في الكثير من البلدان العربية والإسلامية وامتدت إلى دول ترتبط بعلاقات استراتيجية مع دول المنطقة، والتفجيرات الدموية التي ضربت قلب لندن عاصمة التعايش والحوار الإنساني والحضاري دليل جديد يؤكد على خطورة هذه الآفة وضرورة التنسيق والتعاون الدولي لمواجهتها واجتثاثها من جذورها·
رسالة القمة الإقليمية تؤكد أولا: على الرفض العربي والإسلامي للعنف والتضامن لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله والتصدي لهذا الوباء وأصحاب الفكر المنحرف الذين يريدون أن يختطفوا المنطقة إلى أوكار الظلم والجهل والاستبداد، ونشر الرعب والفوضى بما يهدد أمن المنطقة واستقرارها ويقضي على آمالها في مواصلة مسيرتها التنموية والحضارية الإنسانية، وهي في ذات الوقت تشكل ردا جماعيا يؤكد على المضي في مواجهة هذه الآفة حتى اقتلاعها من جذورها·
أما الرسالة الدولية للقمة والتي جاءت في وقتها المناسب خصوصا بعد التفجيرات الإجرامية التي وقعت في العاصمة البريطانية لندن خلال الشهر الحالي والتي نفذها منحرفون وضالون ينسبون إلى الإسلام زورا وبهتانا، فهي تقول للعالم إن أصحاب هذا الفكر الضال والمنحرف هم أيضا أعداء للعرب والمسلمين وإن الإسلام براء منهم فعلا وعملا، وما حدث في شرم الشيخ مطلع الأسبوع الماضي وفي العديد من الدول العربية الإسلامية يؤكد على أن هذه الآفة الفتاكة تحتاج إلى تنسيق وجهد دولي مشترك لاستئصالها وتخليص البشرية والإنسانية من شرورها·
لا شك أن القمة العربية الطارئة تشكل مرحلة مهمة في العمل العربي المشترك لمواجهة الاستحقاقات الراهنة في المنطقة ومستجداتها الخطيرة، ونأمل أن تؤسس قرارات القمة لمرحلة جديدة تدعم التضامن والتآزرالعربي·