في الوقت الذي تحذر فيه الولايات المتحدة من تنامي النفقات الدفاعية الصينية، تعزز واشنطن علاقاتها مع الهند في مجال الطاقة النووية، لترسل رسالة واضحة للعالم، وهي أن لديها رغبة قوية في التحالف مع الهند لترجيح كفة نيودلهي في المستقبل المنظور على الصين. الاتفاق الذي أبرمته واشنطن قبل بضعة أيام مع نيودلهي لتزويد الأخيرة بتقنيات نووية يُعد نقلة نوعية في العلاقات الهندية -الأميركية، خاصة وأن ثمة أصواتاً تعارض هذا الاتفاق، كونه يعرض نظام حظر الانتشار النووي للخطر.
الهند التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي تحاول الاعتماد على المفاعلات النووية كمصدر للطاقة وذلك لتحقيق النمو الاقتصادي الذي يأمل الهنود في تسريع وتيرته لاحتواء الفقر، ومن ثم المطالبة بلعب دور دولي فاعل سواء في المحيط الإقليمي أو الدولي، وهو ما نراه واضحاً في طلب نيودلهي الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي. ولاشك أن واشنطن تحاول إيجاد نظام جديد لتوازن القوى في آسيا يخدم حلفاءها الجدد، وعلى رأسهم الهند، ما يعني أن الفترة المقبلة ربما تشهد سباقاً جديداً للتسلح في جنوب آسيا.
طارق إبراهيم- دبي