يوماً بعد يوم يكبر العراق بحب أبنائه، ويوماً بعد آخر، يندحر الإرهاب، وتنهزم قوى الشر والظلام، بكل ما تملكه من خسةٍ ورداءة ضمير.
بالأمس رأيتهم ينهزمون أمام أطفال العراق الذين حضروا إلى المسرح الوطني لينقلوا للعالم أجمع ما بقي من براءتهم وأحلامهم، تلك التي حاول المجرمون وأدها مع أرواح أكثر من ثلاثين طفلاً، لا زالت دماؤهم معلقة بين الأرض والسماء، تشكو لبارئها قتل طفولتهم، جاء هؤلاء ليصوروا لمن غابت ضمائرهم وكاميراتهم عن مسرح الجريمة كيف ذُبح أترابهم في وضح النهار، وهم أبرياء لا لذنب ارتكبوه سوى أنهم مستقبل وأمل العراق؟
بالأمس رأيتهم ينهزمون حين انبرى رسامو العراق يطرزون على طول أرصفة "الكرادة" حيث سقطت ريشة زميل لهم لوحة إدانة لقبح هؤلاء، ومعهم كانت طفلة عراقية أبت إلا أن توشم تلك اللوحة بوردة بلون الدم المستباح.
بالأمس رأيتهم ينهزمون حيث اجتمع أدباء وشعراء العراق وهم يحتفون بشاعر العرب الجواهري في ذكراه الثامنة وصوته يعلو فوق أصوات عبواتهم الناسفة لكل جميل، وسياراتهم المفخخة بالحقد الأسود.
كيف لا ينهزم هؤلاء، ومع إطلالة كل صباح، تُصاغ مفردة جديدة في معنى الحب والوفاء، لتطرز جِيد العراق، ولتنتصر لإرادة الخير؟
ساجد الشطري- أبوظبي