تعقد القمة العربية الطارئة التي دعا إليها الرئيس المصري محمد حسني مبارك يوم أمس بعد إعلان ترشحه لخوض أول انتخابات رئاسية تعددية في مصر، في ظروف بالغة الدقة والحساسية على الصعيدين الأمني والسياسي والتطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة سواء في العراق أو في فلسطين ،بالإضافة إلى موجة الإرهاب الأسود التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة وضرب توجهاتها نحو السلام والبناء والاستقرار السياسي والاقتصادي.
وقد حظيت الدعوة إلى القمة العربية الطارئة يوم أمس باكتمال النصاب القانوني لعقدها بإعلان 12 دولة الموافقة على عقدها في الثالث من أغسطس المقبل في مدينة شرم الشيخ التي شهدت مطلع الأسبوع الحالي هجمات إرهابية إجرامية استهدفت الأبرياء من أبناء الشعب المصري والسياح العرب والأجانب، بما يؤكد على أن الدول العربية تدرك أهمية الاستجابة لعقد مثل هذه القمة الطارئة لمواكبة التطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة سياسيا وأمنيا وضرورة وضع الأطر المناسبة لمواجهة هذه التطورات والمستجدات التي تفرض نفسها على أرض الواقع سواء في فلسطين عقب الانسحاب الإسرائيلي المرتقب من قطاع غزة وما ينشأ عن هذا الوضع الذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ المنطقة منذ حرب يونيو 67، أوالوضع في العراق والذي يحتاج إلى موقف عربي أكثر وضوحا وجدية لاسيما وأن حالة الانفلات الأمني أوجدت التربة التي تلائم الجماعات الإرهابية التي تفد إلى العراق من كل حدب وصوب للعمل على ضرب المشروع السياسي العراقي ومحاولة إفشاله والتأثير على التوجهات السياسية في المنطقة برمتها ·
الملفات التي تطرح نفسها على القمة الطارئة لا تحتمل التأجيل أو الترحيل وتحتاج إلى قرارات ومواقف تعيد على الأقل الموقف العربي الموحد تجاه العديد من القضايا وفي مقدمتها ''الإرهاب '' الذي يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي ويشوه الصورة العربية في الداخل والخارج وتعيد على الأقل التماسك والإدراك العربي لضرورة ترتيب الأولويات لخطورة هذه المرحلة وما تفرزه من سلبيات تؤثر على الجميع دون استثناء·
نأمل أن تخرج القمة العربية الطارئة التي حظيت باستجابة كبيرة بعد الدعوة إلى عقدها بالخروج بقرارات تلبي طموح المواطن العربي تجاه القضايا السياسية والأمنية الراهنة وتعيد للمنطقة الحد الأدنى من الاتفاق والتوافق والخروج من حالة رد الفعل إلى الفعل الإيجابي الذي يستجيب للمستحقات الراهنة·