طموحات واضحة للإرهابيين... وأميركا تخرق "النظام النووي"


 ماهو الواقع الجديد الذي يسعى الإرهابيون لفرضه على العالم؟ وما هي أهدافهم؟ وماذا عن أصداء التعاون النووي بين أميركا والهند؟ وهل يعرقل رفع قيمة "اليوان" نمو الاقتصاد الصيني؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة موجزة على الصحافة الدولية.


واقع إرهابي جديد


التفجيرات الإرهابية في شرم الشيخ، والموجة الثانية من تفجيرات لندن، كانت محور افتتاحية "تورنتو ستار" الكندية يوم الثلاثاء الماضي؛ فتحت عنوان "الصراع من أجل مواجهة واقع جديد"، خلصت الصحيفة إلى أن الأحداث الإرهابية الأخيرة حملت معها إشارات مفادها أن تكتيكات المتطرفين قد تغيرت، ليصبح هدفهم إثارة الذعر في المجتمعات وإشاعة جو من الشك والخوف، لاسيما في مناطق يرى قاطنوها أنهم في منأى عن الإرهاب. ولمواجهة هذا الواقع الجديد يتعين على حكومات العالم بما فيها الحكومة الكندية، أن تحدد ما هي أفضل الطرق لمواجهة خطر المتطرفين. لكن ما مقدار الحرية الذي يتعين التضحية به من أجل ضمان الأمن؟ وما هي حدود الصلاحيات التي يجب أن تتمتع بها قوات الشرطة أو الجهات الأمنية المكلفة بتطبيق القانون كي تكون قادرة على دحر الإرهاب؟ كندا اهتمت في الآونة الأخيرة بهذه الأسئلة، فثمة جدل يدور حول ما يعرف بـ" تفويضات الأمن القومي"، وهي أداة يتم استخدامها في حالات نادرة، وتتمكن بمقتضاها سلطات الأمن، من اعتقال غير الكنديين المشتبه بهم دون تهمة واضحة. الصحيفة لفتت الانتباه إلى مقتل الشاب البرازيلي " دي منزيس" على يد شرطة لندن للاشتباه في أنه أحد الإرهابيين، معتبرة هذه الحادثة دليلا على احتمال سقوط أبرياء عن طريق الخطأ, ما يبرر ضرورة قيام السلطات الأمنية بالإفصاح عن سياستها، والإعلان عن أي تغيير يطرأ على هذه السياسة. وعلى شعوب العالم أن تتوقع مقتل المزيد من الأبرياء ما لم يتم القيام بإجراء حوار حول الطريقة المثلى لمواجهة الإرهاب.


"دوافع الجهاديين ليست سراً"


تحت هذا العنوان نشرت "ذي أستراليان" الأربعاء الماضي مقالاً لـ"دانيال بايبس" مدير "منتدى الشرق الأوسط" في مدينة فلادلفيا الأميركية. الكاتب تساءل عن المطالب التي يسعى الإرهابيون لتحقيقها، مشيراً إلى أن "إرهابيي" العقود الماضية قدموا مطالب واضحة، وهو ما لا نجده في إرهابيي اليوم. البعض يفسر دوافع الإرهابيين بأسباب شخصية كالفقر والعزلة الثقافية، وهناك من يربطها بالتطورات الدولية، على سبيل المثال تفجيرات مدريد هدفها إجبار الحكومات على سحب قواتها من العراق. وربما يهدف الإرهابيون إلى إقناع الأميركيين بمغادرة السعودية ووضع نهاية للدعم الأميركي لإسرائيل، والضغط على الهند كي تتخلى عن كامل إقليم كشمير. "بايبس" يرى أن لدى "الإرهابيين الجهاديين" طموحاً يتمثل في تدشين عالم يسيطر عليه المسلمون، وإقامة خلافة قائمة على حكم الشريعة. فـ"الإسلاميون" الذين اغتالوا الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1980، حددوا مطلبهم في شعار مفاده "إما الخلافة أو الموت".


جديد العلاقات الأميركية-الهندية


 "يبدو أن الهند والولايات المتحدة تسيران أخيراً في اتجاه واحد، فبعد سنوات من الشكوك المتبادلة إبان الحرب الباردة عندما انحازت نيودلهي إلى موسكو بينما لعبت واشنطن بالورقة الصينية، هاهي العلاقات الأميركية-الهندية أصبحت أكثر نضجاً"، هكذا استهل الصحفي الهندي "بي غواتم" مقاله المنشور يوم الثلاثاء الماضي في "جابان تايمز" اليابانية، مؤكداً على أن نيودلهي سعيدة بالاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء الهندي مع الرئيس الأميركي جورج بوش لتزويد نيودلهي بتقنيات يتم استخدامها في إنتاج الطاقة النووية، فواشنطن الآن تعترف بمخاوف نيودلهي من الإرهاب، وقبلت الولايات المتحدة الهند كقوة نووية وذلك على الرغم من حقيقة مفادها أن نيودلهي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي. وحسب الكاتب، فإنه على رغم رفض واشنطن مساندة الهند في مطلبها الخاص بالحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، فإن الولايات المتحدة تقبل بفكرة منح الهند كـ"دولة مسؤولة لديها تقنيات نووية متطورة" المزايا ذاتها التي تتمتع بها القوى النووية الأخرى، ما مهد الطريق لاتفاق 18 يوليو الذي بمقتضاه تتعاون واشنطن مع نيودلهي في مجال الاستخدامات المدنية للطاقة النووية، سيما وأن الهند تعاني من نقص في موارد الطاقة يهدد نموها الاقتصادي، علما بأن 3% من الطاقة التي تستهلكها الهند يتم إنتاجها بواسطة المفاعلات النووية التي تعد، من وجهة نظر الهنود، بديلاً عن الفحم والنفط والغاز الطبيعي. أما صحيفة "جونغ أنغ ديلي" الكورية الجنوبية، فانتقدت في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي الاتفاق الأميركي- الهندي، مشيرة إلى أن واشنطن تهدف من وراء تقديم ا