تقع الهجمات الإرهابية في شتى بقاع الأرض، من شرقها الى غربها، وقد قتل بسببها مئات البشر، إن لم يكن الآلاف في كثير من المدن، بدءاً من نيويورك وواشنطن في سبتمبر 2001، حتى شرم الشيخ يوليو 2005· وبين هاتين العمليتين ثمة مرحلة اعتراضية مروعة، تعرضت خلالها مدن أخرى، مثل بغداد والقاهرة والرياض وجدة ومدريد ولندن وإسلام آباد وموسكو، بل حتى بعض المدن الافريقية، إلى إرهاب مماثل ولو بدرجات متفاوتة·
وبسبب هذا الإرهاب أيضاً، وقعت خسائر مادية فادحة وموجات فزع ورعب تحتاج إزالة آثارها الى علاج نفسي مكثف لتجمعات بشرية بأكملها·
وبالطبع أدان العالم كل هذه الجرائم، وحشد صفوفه وجيوشه ورصد من الإمكانات والموارد الكثير لدرء هذا الخطر، كما سالت من الحبر أنهار في التنديد بتلك الفظائع·
لكن الغريب أن الإرهاب مازال يحصد يومياً كثيرين وفي شتى بقاع الأرض خاصة في العراق التي صارت أخطر مكان على وجه الأرض·
وأحدث الضحايا هما الدبلوماسيان الجزائريان اللذان أعلن إرهابيو القاعدة أمس قتلهما بعد أيام من اختطافهما· وقد ارتكبوا الجريمة نفسها مع السفير المصري في بغداد إيهاب الشريف·
ولم تكن هذه جريمة الأمس فقط، بل إن الأبشع كان قيام مفجر انتحاري بمهاجمة مستشفى في بغداد·· نعم مستشفى، يفترض أن رواده من المرضى الباحثين عن فرصة للشفاء من أمراض صحية كثيرة تفتك بالعراقيين الآن في ظل تردي الخدمات الصحية في ضوء الكارثة التي تعيشها البلاد الآن·
إذن بلغ الجنون بالإرهابيين حتى استهداف المرضى، وهو ما يكشف أكثر عن العقلية الشيطانية التي تسيطر على هؤلاء الذين نزعت ضمائرهم وتخلوا عن آدميتهم مقابل الدم ·· فقط الدم وليس شيئاً أكثر من ذلك·
فلا معنى لما يحدث أبداً، وقد يعجز الجناة أنفسهم عن تقديم أي تفسير من أي نوع لما تقترفه أياديهم الآثمة· فهم يمارسون القتل باعتباره عملاً ووظيفة يتعيشون منها وعليها·