الأمل إحساس جميل يخفف من معاناة من يحملون على كاهلهم هموم ومصاعب الحياة، فلماذا الانكسار والخضوع؟ ولماذا الإحباط؟ وكيف لنا أن نتغلب على كل ذلك في هذا الزمن العربي الرديء، زمن المهانة والذل والانكسار. الطفل الذي لا يعي ما حوله يعرف اليوم أن فلسطين مسلوبة، والعراق محتل، والسودان في تناحر، ولبنان وسوريا تحاك ضدهما المؤامرات والدسائس من أجل إخضاعهما وإضعافهما، وتلك استراتيجية استعمارية، من إنتاج وابتكار الفكر الصهيوني الاستعماري المتطرف.
لا نريد أن نظل هكذا: أصحاب فكر باهت، وتوجه مذبذب، وتحامل أبله، وهدف غير واضح، ووحدة وقومية "بوقية"، لا تسمن ولا تغني من جوع، إحباط ويأس متراكم كمرض خبيث، ينهش الجسد العربي الخامل المتخم بآلام ليست عضوية، بقدر ما هي نفسية احباطية انكسارية تخاذلية.
أخي العربي السعودي، الإماراتي، المصري، السوري، اللبناني، اليمني، القطري، الكويتي، أخي المسلم من كل الأقطار العربية والإسلامية: إننا نشاهد عالم اليوم، عالما لا يرحم، عالما لا يتسع للضعفاء والممزقين المحبطين المستهلكين غير المنتجين، النائمين في العسل وحلم الشيطان الكاذب، وحدتنا هي الأمل لغدٍ جميل وحدتنا ليست ضد البشرية الأخرى ولا حرباً على الآخر، بل من أجل التكامل والمحبة والسلام من أجل سلام فلسطين، من أجل وحدة العراق، من أجل الحفاظ على السودان، من أجل حماية وصون سوريا ولبنان، من أجل عزة وكرامة أمة بأكملها.
من حقي كعربي مسلم التمسك وبقوة بأمل كهذا وحلم جميل ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتحقق يوماً ما. تلك آمال وأماني قطعاً يوماً ما ستهيئ لها الحوادث والأحداث بأن ترغمها والدفع بها الى تحقيق ذلك وبأن الزمن كفيل بإصلاح ما أفسده الآخرون وليكن التفاؤل دائماً رفيقنا فمهما أصابنا من محن ونكبات وضعف فلا يجب أن نظل محبوسي هذا الحاجز النفسي الكئيب ولتكن محبتنا وإيماننا وثقتنا بأنفسنا هي نهجنا وأسمى أمانينا وجُل أهدافنا تلك في اعتقادي بداية لابد منها لأمة تريد أن تبرأ من جرحها وتسترد بعضا من كرامتها.
محمد يحيى هاشم السياني - صنعاء