مجزرة شرم الشيخ التي أودت بحياة عشرات المصريين الأبرياء، نقطة سوداء جديدة في سجل الإرهاب الأسود الذي يستهدف الاقتصاد المصري في أحد أهم ركائزه وأعمدته الرئيسية وهو قطاع السياحة. العالم كله ندد بهذه الجريمة النكراء التي بثت الذعر والرعب في منتجع شرم الشيخ المكان الذي اقترن اسمه في الآونة الأخيرة بمؤتمرات السلام وبالمنتديات الدولية الرامية إلى تحقيق التنمية والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
لكن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه, ما العائد من هذه العمليات؟ وهل ثمة أمل في تغيير يقتات على دماء الأبرياء ويبدد أحلام البسطاء ممن لا علاقة لهم بالسياسة؟ وإلى متى هذا السيناريو الدموي؟ كل هذه التساؤلات تضعنا أمام حقيقة واحدة هي أن هذا الإرهاب يستهدف قوت الشعوب. فتفجيرات شرم الشيخ، جاءت لتضرب موسم السياحة المصري في مقتل، خاصة وأن الإجازات الصيفية بدأت، وأن الإيطاليين والألمان يقضون إجازتهم الصيفية في هذا المنتجع الساحر بطبيعته الخلابة وهدوئه الذي يجعل المرء يشعر وكأنه يعيش في عالم آخر.
شرم الشيخ توفر آلاف فرص العمل للمصريين الذين هربوا من البطالة في وادي النيل، لكن الإرهاب الأسود أبى إلا أن يحرم هؤلاء البسطاء من قوت يومهم، فأودى بحياة بعضهم، وترك بعضهم الآخر بلا عمل بعد أن حطمت قنابل الشر متاجرهم ومقاهيهم.
أي أجندة مجنونة هذه التي تستهدف الأبرياء وتبدد أحلامهم وتستخف بحياتهم؟ لا أحد يجرؤ على تبرير هذه المجزرة البشعة التي تؤكد للعالم أن الإرهاب هو العدو الأول للبشرية، وأن مرتكبي هذه العمليات تجردوا من انسانيتهم واستهدفوا البسطاء والأبرياء، استهدفوا قوت مصريين لا هم لهم إلا كسب الرزق وتلبية احتياجاتهم الأساسية والاعتماد على ذواتهم. سحقاً لهذا الإرهاب اللعين وسحقاً لكل من يؤيده ويدعمه بالمال والفكر والتخطيط.
عادل عبدالرحيم-الاسكندرية