تحت عنوان "قراءة واقعنا المشرق عبر سيناريو خرافي - واقعي" نشرت "وجهات نظر" يوم أمس السبت مقالاً للأستاذ حازم صاغية استنتج خلاله أن "الاستعجال الديمقراطي من دون توافر دعاماته في المجتمع والثقافة المعنيين ينتهي وبالاً على أهله، يستفيد منه أساساً طرفان: الاستبداد الذي يعود إلى الواجهة ظافراً منتصراً، وإسرائيل التي تقنع أميركا آنذاك بأنها أعرف منها بطبيعة المنطقة وأنها هي وحدها من يجيد التعامل معها على الوجه المطلوب".
في الحقيقة أصاب الكاتب كبد الحقيقة عندما حذر من مغبة الاستعجال في فرض الديمقراطية على دول المنطقة، لأن البيئة الموجودة حالياً غير مواتية أو بالأحرى غير مؤهلة لاستيعاب الديمقراطية. لكن يجب ألا يدفعنا هذا التحذير إلى الانتظار طويلاً كي تأتي الديمقراطية على طبق من ذهب، خاصة وأن معظم الأنظمة العربية الراهنة لا ترحب بالتحول في الاتجاه الديمقراطي كونه لا يخدم مصالحها أو يجردها من ميزات طالما تمتعت بها في العقود الماضية.
لاشك أن أميركا الآن بصدد تغيير سياساتها في المنطقة العربية بحيث تصبح الديمقراطية محوراً رئيسياً في هذه السياسية التي اعتمدت سابقاً على حشد التأييد للولايات المتحدة في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفييتي دونما اكتراث بحالة الحريات المدنية في دول المنطقة. لكن هذا التغيير لا يعني بالضرورة أن لدى واشنطن عصا سحرية لقلب الأوضاع في المنطقة رأساً على عقب، بل إن التحول الديمقراطي لا بد أن يتم بشكل تدريجي، حتى يحصل العرب على ديمقراطية تناسبهم وتنسجم مع قيمهم وتقاليدهم.
منتصر إسماعيل-دبي