إذا سلمنا جدلاً بصحة كل كلمة وفكرة وردت في مقال الكاتب والمحلل السياسي الأميركي توماس فريدمان, المنشور هنا في صفحات "وجهات نظر" بتاريخ السبت 16 يوليو تحت عنوان "الإسلام الجهادي: الكبرياء الجريح وشلالات الغضب", وهو افتراض يصعب جداً تحققه على أرض الواقع, بكل ما يعرف به الكاتب من آراء مثيرة دائماً للجدل والخلاف, فهل لنا أن نقبل الجملة الأخيرة التي اختتم بها مقاله, باعتبارها خاتمة موفقة لتحليل ظاهرة الإسلام الجهادي التي ناقشها؟ جاءت هذه الجملة تعليقاً من الكاتب على التحول المفاجئ في سلوك حسيب حسين, الشاب البريطاني الباكستاني الأصل, الذي شارك مع ثلاثة متطرفين إسلاميين آخرين, في التفجيرات التي تعرضت لها العاصمة البريطانية في السابع من الشهر الجاري. وقال توماس فريدمان, إن مثل ذلك التحول المفاجئ الذي طرأ على سلوك وشخصية حسيب حسين, مقترناً بما فعله إثر ذلك التحول مباشرة, إنما أصبح يهدد العقيدة الإسلامية كلها, ويحيلها إلى عقيدة للموت, ما لم يستيقظ المسلمون على خطورة هذا الانقلاب العاصف في السلوك.
لا شك بالطبع في أن على المسلمين والمجتمعات الإسلامية, واجباً رئيسياً في لجم جماح التطرف والإرهاب, ورد الاعتبار إلى دينهم من وصمة العار التي ألحقها بها التطرف, وممارسة الوحشية والبربرية والعنف باسمه. ولكن السؤال الذي نوجهه إلى توماس فريدمان في هذا الخصوص –على صعيد مجتمعه الغربي المسيحي- هو: أليست مكافحة الإرهاب تقتضي إعادة النظر في نظرية "تسطيح العالم" التي يدعو لها الكاتب نفسه؟ وأليس الغرب مطالباً بالمساهمة في بحث ومعالجة الجذور والدوافع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتفشي ظاهرة الإرهاب؟ نثير السؤال, ونحن نرى أمامنا الخيبة التي منيت بها القوة العسكرية الغربية منفردة, في كسر شوكة الإرهاب وإلحاق الهزيمة به.
مصطفى حداد- الشارقة