لا أدري ما الذي يقصده الكاتب د. أسعد عبدالرحمن من خلال مقاله الذي يلخصه العنوان "القطة الفتحاوية: محفزات القضية وحسابات الكعكة"، المنشور في "وجهات نظر" أمس الجمعة؟
فالكاتب الفاضل يعلم أن حركة فتح لا يمكن أن ينطبق عليها هذا اللقب لأنها أثارت ولا زالت مشاكل عديدة ظهرت في شكلها نابعة من فصائل فلسطينية أخرى إلا أن مضمونها "فتحاوي" مئة في المئة.
هذه الحقيقة يعرفها الكثيرون ممن كانوا ضمن فصائل فتح في الداخل الفلسطيني وخارجه، ويعلم الكاتب بالضرورة أن حركة فتح لديها أجهزة علنية وأخرى سرية، وأعتقد أن السرية منها, نمرة شرسة تنشب أنيابها في الضحية تلو الأخرى داخل الوسط الفلسطيني دون أن يقال إن هذا العمل من أعمال "فتح". وإذا شاء الكاتب فليرجع إلى عدة عمليات أهلية فلسطينية جرت بين الفصائل المسلحة نسبت إلى مجموعات نجهل أسماءها، ولم يكن لها ذكر في الساحة سابقاً. هذه المجموعات تنضجها "فتح" على نار هادئة وتقدمها لمرة واحدة، أو لعدة مرات على دفعات، كي لا يكشف نسبها. فهل لا زال الكاتب يرى أن "فتح" قطة بريئة بين الفصائل الفلسطينية الأخرى، مثل "حماس"، وحركة الجهاد الإسلامي؟
إن حركة "حماس" تعلن ثورتها بسهولة ويسر، ودون مواربة، لذلك يتهمها الكاتب همساً بالشراسة، بينما لا يرى الكاتب أفعال بعض فصائل "فتح" التي ارتدت عن قاعدة العمل النضالي عدة مرات، وضج الشارع الفلسطيني بالصراخ ضدها في حوادث كثيرة.
العمل السياسي الذي يمارس من قبل حركة فتح يختلف عن بقية الأعمال التي تمارسها هذه الحركة من حيث التكتيك والعلنية. وربما يجب أن نذكر أن الجانب السياسي فقط من أداء "الفتحاويين" يعبر عن شكل الدولة الفلسطينية القادمة أمام العالم كله، وهو الجانب الوحيد الذي تكون فيه حركة فتح "قطة بريئة"؟!
شاكر البوريني- الأردن