في عددها الصادر بتاريخ الجمعة 22 يوليو الحالي, نشرت صفحات "وجهات نظر" مقالاً للدكتور رياض نعسان أغا تحت عنوان "أحكام بلا أدلة" جاء محتواه حاملاً لعنوانه, ومعبراً عنه أدق ما يكون التعبير, لكونه من ألفه إلى يائه, نسجاً على منوال نظرية المؤامرة على العرب والمسلمين, فيما يتعلق بدمغهم بتهمة الإرهاب, وإصدار أحكام مسبقة عليهم دون أدلة. وفي ذلك يقول الكاتب "إن المأساة الراهنة هي أن العرب والمسلمين, باتوا مجبرين على ابتلاع الطعم وعلى قبول المسؤولية عن أية تفجيرات إرهابية تحدث في العالم كله"... إلخ. تأكيداً لهذه الفكرة, انتزع الكاتب انتزاعاً مخلاً, جملة وردت في مقال للكاتب الأميركي توماس فريدمان, جاء فيها "إن كل مسلم سيصبح مشتبهاً به وسينظر إليه على أنه قنبلة بشرية تمشي على قدمين". أنا لا أدافع عن توماس فريدمان هنا, إنما أدافع عن أمانة الاقتباس وضرورة إيراد الجملة في سياقها الكامل غير مجتزأة على هذا النحو المخل, كما وردت في أصلها المنشور بتاريخ 9 يوليو الجاري.
وضمن انجرافه وراء "نظرية المؤامرة" على العرب والمسلمين, وترويجه لبضاعة الوهم, ذهب الكاتب إلى قول ما معناه أن كل التفجيرات والعمليات الإرهابية التي تقع, إنما يقف من خلفها عملاء مأجورون تمولهم وتدربهم جهات لها مصلحة في إلصاق التهمة بالإسلام والعرب والمسلمين! وإليكم ما قاله الكاتب على حد تعبيره "والحقيقة أنه لم يعد خافياً على أحد من المسلمين أن المدسوسين على الإسلام ممن ينتحلون أسماء وهمية مثل أبي حفص وأبي حمزة وأبي قتادة وأبي مصعب وسواهم من الآباء, هم موظفون لدى جهات مجرمة تنظم وتمول الجرائم الإرهابية, وتستخدم عملاءها لإلصاق تهمة بالعرب وبالمسلمين". وفي رأيي الشخصي أنها خيبة كبيرة لأمل العرب والمسلمين, أن يتقاعس مفكروها ومثقفوها عن التفكير وتحليل الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمجتمعات العربية الإسلامية, ودراسة اتجاهات وأشكال التمرد على هذا الواقع والسعي إلى تغييره, بما في ذلك أدوات الإرهاب والتطرف الديني. إن من اقتصاد الفكر وبؤسه, الاتكاء الكسول على نظرية المؤامرة, ورد التطرف والانحراف السياسي الديني السياسي كله إلى جهات عميلة أجنبية, لها مصلحة في تشويه الإسلام والمسلمين. أملنا فيك أكبر يا دكتور.
أحمد عمر كرار- ابوظبي