تحت عنوان "الهجاء العربي للإرهاب: ماذا يعني"، نشرت "وجهات نظر، يوم أمس الأربعاء مقالاً للدكتور خالد الدخيل استنتج خلاله أن الإرهاب ظاهرة سياسية وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال فصله عن محيطه أو إطاره السياسي الذي برز فيه والفكر أحد عناصر هذا الإطار.
في واقع الأمر، يبدو الإرهاب ظاهرة خطيرة تنذر باستفحال حالة من اليأس العربي العام، سواء على صعيد وضع حلول عادلة للقضايا العربية، أو إمكانية تحقيق إصلاح عربي شامل يضمن حقوق الجميع في الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان. وأتفق تماماً مع أطروحة الكاتب التي تشير إلى أن المشهد العربي الراهن المكتظ بالحركات الإسلامية النشطة سياسياً وعسكرياً، والتدخلات الخارجية في الشؤون العربية، ليس سوى انعكاس لحالة من الضعف العربي العام. إذن الإرهاب يأتي عرضاً خطيراً لمجموعة من الأمراض المتوطنة في بلداننا العربية، وهو أمر لا شك ينذر بعواقب وخيمة.
أما عن ثقافة الهجاء، فهي ترجمة صريحة وأمينة أيضاً لفقدان السياسات الفاعلة التي من خلالها يمكن تصحيح الوضع العربي الراهن، فلم يعد بمقدور أحد إلا أن يشجب ويستنكر ويهجو كما يحلو له دونما تأثير حقيقي على مجريات الأمور. وإذا كان الكاتب يتحدث عن ثقافة الهزيمة المقترنة بضعف الدولة والإرهاب وكُتاب الهجاء والاعتذار، فإن البحث عن امتلاك أدوات جديدة للقوة، وتفعيل القديم منها لخير وسيلة لتغيير المشهد العربي الراهن برمته.
يونس اسماعيل- دبي