تحت عنوان "شارع القرضاوي!" نشرت "وجهات نظر" يوم الثلاثاء 18-6-2005 مقالاً للأستاذ تركي الدخيل، تناول فيه خطبة العلامة الشيخ القرضاوي، والتي تطرق الشيخ فيها إلى موضوع إتلاف المواد المسجلة له. وناشد القرضاوي المصلين الذين حضروا لصلاة الجمعة من يملك منهم أيا من المواد المسجلة أن يعيدها له حتى يتم إعادة ما قد أتلف من المواد العلمية. وأبدى الكاتب اعتراضه الشديد على تحويل الشيخ للقضية والتي يعتبرها شخصية, إلى الشارع. ولا أعرف كيف يسمح الكاتب لنفسه بوضع الشريعة موضع المواد الفنية التي يمكن أن تدخل ضمن الملكية الفردية الخاصة التي يملك حقوق نشرها شخص معين؛ فالشريعة ملك للجميع دون استثناء، وللقرضاوي كل الحق أن يطرح القضية على الشارع كما له الحق في الاستعانة بالعوام لإعادة المواد التالفة إلى الأرشيف والاحتفاظ بها كاملة مكملة.
كما أبدى الكاتب اعتراضه الشديد على قول القرضاوي إنه من أشد المساندين للاعتدال والوسطية، بأن الشيخ بتعبيره هذا، ربما يكون من المرائين الذين يستحقون أن يُحثى التراب في وجوههم إذا لم يكن كلامه من باب التحدث بالنعمة، حسب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
فبالله عليكم هل يحق للكاتب قول هذا الكلام عن أحد علماء الدين مهما قلّ علمه؟ و كيف يوجهه إلى أحد العلماء المشهورين بالاعتدال وهو الذي رفض تدمير تماثيل "باميان" ونبذ جميع العمليات التي لا تتوافق مع الشريعة السمحاء ومن هذه العمليات تدمير برجي التجارة العالميين في نيويورك؟ والقرضاوي لم يتباه يوماً أنه من الورعين أو الزاهدين التقاة حتى يوصف بأنه من المرائين.
وفي نهاية المقال سخر الأستاذ تركي من رده على أحد المستفتين الذين يسألون عن حكم جماع الرجل زوجته في دورة المياه قائلاً هو من قلة الأماكن. ولو كان الأمر يتعلق بالحلال أو الحرام لرد عليه الشيخ بما يناسب الشريعة. وأناشد السيد تركي الدخيل مراعاة حرمة مشايخ المسلمين لأنهم حملة العلم ومرشدو الأمة إلى الوجهة الصحيحة. وإن لم تكن لهم مكانة في عيون العلمانيين فلهم مكانة عند الله وفي قلوب المسلمين, وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن العلماء (إن العلماء ورثة الأنبياء) وليتني أعرف ماذا ورث العلمانيون؟
عبدالسميع سعيد أحمد-أبوظبي