يوم الأحد الماضي نشرت "وجهات نظر" مقالاً للكاتب الأميركي "بوب هيربرت" ختمه بعبارة حول الحرب على الإرهاب، تستحق التوقف وهي "أياً تكن آراؤنا حول الحرب فإن على الأميركيين أن يعيدوا النظر في تداعياتها وما تلحقه من ضرر بالغ، خصوصا ما تخلفه لدى المسلمين في العالم من مشاعر المرارة والغضب التي تنتشر بينهم". في الحقيقة لفت الكاتب الانتباه إلى أمر ربما لا يحظى باهتمام كثير من المحللين العرب، وهو أن أداء الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب ألحق الضرر بصورتها في كثير من بلدان العالم الإسلامي، وهو تطور قد يسير في اتجاه معاكس للاتجاه الذي سلكته أميركا في حربها على الإرهاب، فالكاتب أشار إلى تحليلات صاغها أحد مسؤولي الاستخبارات الأميركية، مفادها أن العراق أصبح نقطة تجنيد لما أسماهم "جهاديين"، وأصبح بعض من كانوا لا يتبنون فكر ابن لادن مستعدين الآن لقبول أفكاره، هذا يؤكد أن التجاوزات التي ارتكبتها واشنطن في حربها على العراق، لم تخدم الحرب على الإرهاب بل فاقمت من خطر التيارات الإسلامية المتشددة، التي وجدت لنفسها مبررات عدة لتنفيذ أعمال عنف تستهدف المصالح الغربية في المنطقة العربية.
وحسب التحليلات التي وردت في المقال، فإن العراق سيصبح أخطر من أفغانستان، لأن الإنفلات الأمني الذي يشهده العراق الآن يشكل بيئة خصبة لتدريب الإرهابيين على فنون القتال، وهو ما سيعود بآثار كارثية تضرب، إن صح التعبير، الحرب على الإرهاب في مقتل.
خلف رمضان-القاهرة