مقال الدكتور عبدالله المدني المنشور في "وجهات نظر" يوم الأحد الماضي لفت الأنظار إلى مكونات الجالية المسلمة في بريطانيا، لكن ما أود إضافته إلى المعلومات القيمة الواردة في المقال أن مسلمي بريطانيا ومسلمي أوروبا على وجه التحديد يعيشون أزمة تكامل قومي. صحيح أن بريطانيا منحت كثيراً من الآسيويين والشرق أوسطييين فرصة العيش في بريطانيا والتمتع بأجواء حرية وديمقراطية لم يشهدها هؤلاء في بلدانهم الأصلية، لكن ظهور ما يمكن تسميته بـ"كانتونات" آسيوية، أو عربية، أو تجمعات سكنية يشترك قاطنوها في أصول مشتركة وأفكار ومعتقدات مشتركة، قد يشكل خطراً كبيراً على بريطانيا وأوروبا في المستقبل. ومن الأفضل انتهاج سياسات من شأنها صهر جميع المهاجرين إلى أوروبا في بوتقة واحدة، وتأهيلهم للانخراط بشكل طبيعي في المجتمعات الأوروبية، وإلا فإن الروح الانعزالية ستتنامى لدى المهاجرين الجدد، الذين لن يجدوا فرصة للتكامل القومي، وهو ما يوفر بيئة خصبة للأفكار المتطرفة، وما قد يساعد التنظيمات الراديكالية على تجنيد هؤلاء والزج بهم في دوامة العنف والإرهاب.
وإذا كان ثمة درس يمكن استيعابه جراء تفجيرات لندن الإرهابية، فهو أن المجتمع البريطاني في حاجة ماسة لاحتواء الجالية المسلمة وصهرها جيداً في بوتقة بريطانية واحدة، ما يقطع الطريق على أي فكر أو عمل متطرف.
خليل مجدي-لندن