العمليات الإجرامية التي تطال العراقيين ليل نهار، وتفجيرات لندن التي أودت بحياة أبرياء لا دخل لهم في أي سياسة ولا دور لهم في أي حروب، تؤكد بلا شك أن العالم يواجه إرهاباً أعمى، لا هدف له سوى إثارة الذعر بين المدنيين العزل. وللأسف الشديد يلتصق اسم الإسلام في هذه العمليات الإرهابية وهو منها براء.
الغريب أن هؤلاء الإرهابيين لا يحركون قضية ولا يحلون أزمة، بل يساهمون بأعمالهم الإجرامية في دفع الغرب نحو سياسات أكثر يمينية وتشدداً تجاه المسلمين بشكل عام، ليكون الغرب أكثر تشدداً في التعامل مع المسلمين القادمين إليه سواء كانوا طلبة أو باحثين عن فرص للهجرة أو ممن يبحثون عن خدمة تعليمية أو طبية أفضل.
العمليات الإرهابية تزيد النظام الدولي أحادية، وتفتح الباب أمام القوى الدولية العظمى لتطبيق سياسات كانت مرفوضة في السابق، وليس أدل على ذلك من الحروب الاستباقية التي خاضتها أميركا في العراق وأفغانستان تحت شعار الحرب على الإرهاب ورد الاعتبار للمارد الأميركي بعد إرهاب الحادي عشر من سبتمبر.
المسلمون يرفضون الإرهاب برمته، وهم يبذلون قصارى جهدهم لتأكيد قيم الإسلام السمحة التي تضمن حقوق الآخر مهما كانت معتقداته وآراؤه، وللأسف الشديد تضع العمليات الإرهابية المسلمين دائما في موقف الدفاع، وتجعلهم منهمكين في درء التهم عن أنفسهم وعن دينهم الحنيف، فإلى متى تستمر دوامة الإرهاب الخبيثة التي لا نحصد منها سوى خلط الأوراق وتشتيت الجهود وتشويه القضايا؟
أيمن ضبيع-الشارقة