التهديدات التي يتعرض لها الفلسطينيون هذه الأيام لا تتوقف عند الاحتلال الإسرائيلي وبطشه، بل تتجاوزه إلى اضطرابات داخلية بين السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة التي تختلف مع حكومة "أبومازن" في كثير من الأمور. الساحة الفلسطينية لا تحتمل نزاعات داخلية، ولا تستطيع مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهي منهمكة في البحث عن أرضية مشتركة بينها وبين القوى السياسية الفلسطينية.
وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة احترام الفصائل الفلسطينية لقرارات حكومة "أبومازن"، وإلا فقدت هذه الأخيرة قدرتها على إدارة الأمور في الأراضي المحتلة، ومن ثم لن يكون بمقدورها التفاوض مع تل أبيب. وإذا كانت ثمة خلافات لا يمكن تجنبها بين السلطة وتنظيمات المقاومة الفلسطينية، فإن الاحتكام للقانون هو المخرج الوحيد من هذا الجدل الفلسطيني-الفلسطيني، الذي لا طائل من ورائه.
لكن من غير المنطقي أن تنفذ الفصائل الفلسطينية عملياتها في وقت تستعد فيه إسرائيل للانسحاب من غزة، ما يعني أن الضغوط الإسرائيلية ستتزايد على حكومة "أبومازن"، كي تكبح جماح الفصائل الفلسطينية، ما يمهد الساحة أكثر فأكثر لمواجهات أمنية بين السلطة وهذه الفصائل، وهو ما سيشكل، حال وقوعه، شرخاً عميقاًَ في الصف الفلسطيني.
بركات مهدي- الشارقة