في مقالته المعنونة بـ"لا محيص!" المنشورة في "وجهات نظر" يوم الخميس 14/7/2005، أشار د. سيد القمني إلى قصة الصراع بين العلم والكنيسة، وهو صراع انتهى، على حد قوله بهزيمة الكنيسة وتركها مجال الحياة والقانون للعلم. وبشّر بحدوث الشيء نفسه للإسلام، مستنداً في ذلك إلى ترديد فرية على الشيخ ابن باز رحمه الله بأنَّه يحارب العلم، وأنَّه كفر من قال بكروية الأرض، وساخراً من ما يعرف بالإعجاز العلمي للقرآن وبآراء د. زغلول النجار حول أنَّ مكة مركز الكون.
وحقيقة أنَّه لا وجه للمقارنة بين موقف الكنيسة من العلم وموقف الإسلام منه، فبينما تبنت الكنيسة فرضيات، أثبت العلم بطلانها، وهي فرضيات فسرت بها الكنيسة نصوص الدين، واعتبرت من خالفها خارجاً عنه، فإنَّ ما احتواه القرآن من إشارات علمية، أثبتها العلم وصدقتها تجاربه.
ولم ترد تلك الحقائق العلمية القرآنية في صورة نظريات علمية، بل هي حقائق أريد بها أمران: أحدهما اثبات المصدر الإلهي للقرآن بدليل تطابق ما أخبر عنه مع مكتشفات العلم وحقائقه. وثانيهما: إرشاد الإنسان إلى المنهج الذي يقود إلى الإيمان ويؤكده.
وما نقله الدكتور القمني من غير تثبت منسوباً للشيخ بن باز، لا يعدو أن يكون مجرد افتراءات مغرضة كذبها الشيخ ابن باز ورد على مفتريها، معتذراً لهم في أدب العلماء، قائلاً: "أما ما نشرته عني مجلة السياسة- نقلاً عن البيان الذي كتبه كتاب وأدباء التجمع التقدمي في مصر من انكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك، أو قال إنَّ الأرض كروية، أو تدور- فهو كذب بحت لا أساس له من الصحة، وقد يكون الناقل لم يتعمد الكذب ولكن لم يتثبت في النقل... انظر:(مجموع فتاوى ومقالات9/228).
أما وصف د.القمني، آراء النجار بأنَّها ألاعيب استعراضية!، فلا أحسب أنَّه ينقص من قدر هذا العالم الجليل، بل هو شهادة له بالتميز والنبوغ العلمي.
د. أحمد محمد أحمد الجلي- جامعة أبوظبي