تحت عنوان "تهديدات إيران" نشرت "وجهات نظر" الصادرة يوم الأحد 10 يوليو الجاري, للدكتور شملان العيسى عموداً صحفياً تناول فيه بالتعليق, التهديدات والتحذيرات الأخيرة الصادرة عن محمد رضا آصفي, المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية, إلى دول منطقة الخليج العربي. وقد أصاب الكاتب في وصفه لتلك التهديدات, بأنها تنم عن بوادر أزمة رسمية بدأت تبرز إلى السطح, بين إيران ودول منطقة الخليج العربي. كما لاحظ الكاتب أن السياسة التي تنتهجها إيران, هي محاولة تثبيت أقدامها في منطقة الخليج, عن طريق إيجاد تيارات سياسية تخدم مصالحها فيها. وخلص إلى أنها حققت قدراً من النجاح في هذا المسعى, في كل من العراق والبحرين. وما لفت نظري في هذه الملاحظات أمران هما: هل تساعد بيئة العلاقات الدولية والإقليمية المحيطة بطهران, حكومتها الجديدة على تعميق العزلة المضروبة على إيران سلفاً لعدة عقود من الزمان؟ لا يستثني هذا السؤال تطورات الأزمة الدولية الراهنة التي تشهدها طهران, بسبب برامجها وأنشطتها النووية بالطبع. أما السؤال الثاني فيتعلق بنهج "تصدير الثورة الإيرانية" نفسه, ومدى صلاحيته وملاءمة الظروف المحلية الداخلية والإقليمية والدولية, للاستمرار في تطبيقه ونشره؟ وإذا كان الإحباط قد عم الشارع الإيراني قبل غيره, فيما يتصل باحترام الوعود والعهود التي قطعها القادة الإيرانيون على أنفسهم, بتنزيل شعارات وأهداف الثورة إلى واقع يسهم في إحداث تغيير جذري في حياة المواطنين, فهل يصلح ما خبت ناره في الداخل, في إشعال همة الشعوب وحماسها خارج الحدود؟.
إن كل المعطيات الداخلية في إيران تقول إن تهديدات كتلك المنسوبة إلى المتحدث الرسمي باسم خارجية طهران, إنما هي تغريد وغناء لعزلة إقليمية جديدة لا قبل لبلاده بها, ولا مصلحة فيها, إن كانت حكومة أحمدي نجاد تبغي فعلاً تغيير الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بإيران.
عمر كمير- أبوظبي