تحت عنوان "إرهاب القاعدة يواصل تدمير قضايانا وسمعتنا" نشرت صفحات "وجهات نظر" للكاتب خالد الحروب, يوم الاثنين 11 يوليو الجاري, مقالاً انتقد فيه بشدة حملات وأعمال الإرهاب التي ينفذها تنظيم "القاعدة" في مختلف الدول والبلدان, مسيحية غربية وعربية إسلامية على حد سواء, ووصفها بالحماقة والافتقار لأي وازع إنساني أو أخلاقي, إلى جانب نعته إياها بالغباء, لكونها تخدم أهداف أعداء الإسلام, أكثر مما تخدم الإسلام الذي تدعيه. من ذلك مثلاً ذكر الكاتب أن أكثر الأحزاب البريطانية طرباً –على خلفية التداعيات السياسية للتفجيرات الأخيرة التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن- هو الحزب البريطاني القومي, الذي وصفه الكاتب بالتطرف والفاشية والدعوة إلى طرد جميع العرب والمسلمين من بريطانيا.
وعلى المنوال ذاته, تتسع دائرة هذه الخسائر التي سوف يتكبدها العرب والمسلمون قاطبة, جراء هذه الأعمال, لتتعدى حدود الذبح والقتل الوحشي للأفراد والجماعات, وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة, وإشاعة حالة من الرعب والذعر العام في أوساط المجتمعات, تتعدى كل ذلك إلى خلق حالة من "التطابق"، يصعب الفكاك منها، بين الإسلام والإرهاب. ففي بريطانيا نفسها على سبيل المثال, تحول كل عربي ومسلم إلى مشتبه به, وأصبح عرضة للتحرش والإهانة والثأر والانتقام! أليس هذا هو التطابق الذي يحلم به أعداء العرب والمسلمين من مختلف الملل والديانات؟ شاء أم أبى تنظيم "القاعدة", فهو يخدم وبهمة غير مسبوق عليها, تكريس هذه الصورة السلبية عن الإسلام, وبذلك فهو من أمضى أسلحة العداء للإسلام على الإطلاق. فهو تنظيم يمول نفسه من تجارة المخدرات, يقتل النساء والأطفال والشيوخ, ويستبيح قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق!
محمد عمر الزاكي- عجمان