حرب على الفساد في جنوب شرق آسيا... والدعم الزراعي يُفقر أفريقيا


موقف موسكو من تفجيرات لندن، ومعضلة الفساد في جنوب شرق آسيا، وخطر سياسات الدعم الزراعي التي تطبقها الدول الغنية على التنمية الأفريقية، و"بوادر" التغير في سياسة بيونج يانج"... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة موجزة على الصحافة الدولية.


"تضامن هش" ضد الإرهاب


موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تفجيرات لندن كان محور مقال نشرته "ذي موسكو تايمز" الروسية يوم الثلاثاء الماضي للمحلل العسكري "بافيل فلنهر". الكاتب اتهم "بوتن" بأنه استغل هذه التفجيرات التي وقعت أثناء قمة دول الثماني الصناعية في اسكوتلاندا ليعيد استخدام سياسة "المعايير المزدوجة"؛ فموسكو لديها رغبة في استخدام التفجيرات للضغط على السلطات البريطانية كي تقوم بتسليم روسيا معارضي "الكرملين" الذين يقيمون في بريطانيا كلاجئين سياسيين. الكاتب شكك في جدية "التضامن الدولي من أجل مكافحة الإرهاب"، مشيراً إلى أن ثمة كلاماً جيداً في هذا الصدد، لكن لا توجد تحركات فعلية واضحة. "فلنهر" حاول تأكيد رؤيته بأن ثمة قوى معادية لأميركا في موسكو تقوم الآن ببذل قصارى جهدها لتحقيق مزيد من التباعد في التحالف الأميركي الروسي الهش أصلاً. فقبل أسبوعين أجرى "إيرات فاخيتوف"، وهو مسلم روسي كان قد أطلق سراحه في مارس 2004 من معتقل "جوانتانامو"، مؤتمراً صحفياً، في موسكو ندد خلاله بتدنيس الجنود الأميركيين للمصحف الشريف. وتبين بعدها أن "فاخيتوف" لم ير التدنيس بنفسه، بل أخبره به أحد زملائه في "جوانتانامو". الكاتب أشار أيضاً إلى أن موسكو تستخف بالتضامن الدولي في مسألة مكافحة الإرهاب. فوزارة الدفاع البريطانية ذكرت أن القواعد الأساسية التي يعمل من خلالها الإرهابيون موجودة في العراق وسوريا وإلى حد ما إيران، وهتين الأخيرتين تربطهما علاقات عسكرية وسياسية قوية مع روسيا. على سبيل المثال زودت موسكو دمشق بأسلحة حديثة مضادة للطائرات، وهذه الأسلحة ربما يتم نشرها، حسب الكاتب، لحماية "قواعد إرهابية" تسعى واشنطن لتدميرها. وثمة صفقة لتزويد غواصات إيرانية بصواريخ مضادة للسفن ربما تستخدمها طهران ضد القوات البحرية الأميركية المتمركزة في الخليج العربي.


حرب على الفساد


تحت عنوان "حرب جنوب شرق آسيا على الفساد" كتب "مايكل فاتيكيوتس" مقالاً يوم الأربعاء الماضي في "إنترناشونال هيرالد تريبيون" الدولية، رأى خلاله أن شعبية الزعماء في جنوب شرق آسيا مرتبطة في السنوات الماضية بمدى قدرتهم على تحقيق النمو الاقتصادي. أما الآن فقد أصبحت هذه الشعبية رهينة نجاح هؤلاء الزعماء في شن حرب على الفساد. الكاتب، وهو باحث زائر بمعهد دراسات جنوب شرق آسيا في سنغافورة، استدل على استنتاجه بتراجع شعبية "تاكسن شيناوترا" رئيس الوزراء التايلاندي، وذلك للمرة الأولى منذ وصول هذا الرجل إلى رئاسة الحكومة عام 2001. وفي ماليزيا يواجه عبدالله بدوي، رئيس الوزراء الماليزي، ضغوطاً شديدة للحد من فساد أجهزة الشرطة. وفي إندونيسيا، يقول الكاتب، يجد الرئيس "سوسيليو بامبانغ" فساداً في كل مكان. وإذا لم يتمكن قادة تايلاند وماليزيا وإندونيسيا من إحراز تقدم ملحوظ في الحرب على الفساد، فإنهم سيتعرضون للهزيمة في الانتخابات المقبلة.


مخاطر الدعم الزراعي


ضمن تعليقها على المعونات التي تعهدت دول الثماني الصناعية بتقديمها لأفريقيا، سلطت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية، في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي، الضوء على مشكلة تسهم بشكل كبير في إفقار القارة السمراء، ألا وهي الدعم الزراعي الذي تقدمه حكومات أوروبا وأميركا واليابان لمزارعيها. الصحيفة أشارت إلى أن الرئيس بوش وعد بالحد من تقديم الدعم للمزارعين الأميركيين في حال أقدمت أوروبا على الخطوة ذاتها. إلا ان أفريقيا تحتاج إلى معايير تضمن لها نظاما تجاريا عادلا في المنتجات الزراعية يمكنها من دخول الأسواق الغربية، ومن دون وجود هكذا نظام لن يكون بمقدور القارة السمراء التخلي عن سياسة الاعتماد على المساعدات الخارجية، لأن دول القارة ليس لديها منتجات صناعية ضخمة للتصدير.


وحسب تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أنفقت الدول الغنية في عام 2004 فقط 279 مليار دولار على الدعم الزراعي. وفي الولايات المتحدة تصل نسبة هذا الدعم من إجمالي الناتج الزراعي 20%، وتصل النسبة في دول الاتحاد الأوروبي إلى 34% وفي اليابان إلى 60%. وبالنسبة للدول الفقيرة، ينجم عن هذا الدعم تداعيات كارثية، لأن مزارعي أفريقيا مثلاً الذين لا يستطيعون الحصول على موطئ قدم في الأسواق الخارجية، سيكون من الصعب عليهم تسويق منتجاتهم الزراعية داخلياً لأن الأسواق الداخلية يتم إغرا