إذا كان البعض من بني جلدتنا طاب لهم أن يلصقوا بصورة العرب والمسلمين ما شاؤوا من أوصاف وانطباعات من خلال أعمالهم الدموية المنافية لجميع القيم والأعراف والمثل، فإننا نرى الآن بعضاً آخر، ومن بني جلدتنا أيضاً، لا يترددون في إيجاد تبريرات وحشر طائفة واسعة من المسوغات التي تضفي شرعية على أعمال القتل والذبح والتفجير والانتحار، بلا حرمة لأي مكان، ومن دون مراعاة لأنفس الأبرياء المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ.
وحيث لا تبدو المسافة واضحة إلى حد كبير بين من يبلور الأفكار وينشرها ويدعو إلى اعتناقها، وبين من ينفذها كفعل على الأرض، فإن الأمر يحتاج من الإعلام العربي إلى وقفة للتبصر والتوقف عن إفساح المجال في منابره أمام أولئك الذين يروجون للقتل والإرهاب، كما يمنع استخدامها مع من يمارسون القتل بدرجة واحدة، وإلا كان كمن "يمتنع عن أكل لحم الجيفة لكنه يشرب مرقها"! على بعض وسائل الإعلام العربية أن تنفض يديها من "الجيفة" بصراحة وتصميم جليين، وعليها بالتالي ألا تقرب "مرقها" في أي شكل كان!
نادر المؤيد-أبوظبي