من يتابع تصريحات المسؤولين البريطانيين بعيد تفجيرات لندن يجد أن ثمة هوة شاسعة بين الموقف الأميركي والبريطاني حول الإرهاب. المسؤولون البريطانيون لم يكيلوا الاتهامات للمسلمين ولم يشنوا حملة اعتقالات عشوائية على مسلمي بريطانيا، بل أكدوا أنهم يحترمون الإسلام والجالية الإسلامية في بلادهم. وفي تقديري أن ردود الأفعال هذه ستزيد من احترام المسلمين للبريطانيين حكومة وشعباً، وستعزز موقف لندن في مكافحة الإرهاب، لأنها ستجد من يتعاون معها بصدق، ومن يقبل على تقديم العون، الذي من شأنه تأمين بريطانيا من أية هجمات مماثلة.
الموقف البريطاني المتزن جاء ليضمن التعايش السلمي بين البريطانيين، ويؤكد على تسامح سكان لندن ورغبتهم الأكيدة في الحفاظ على الطابع "الكوزموبوليتاني" للعاصمة البريطانية.
وبغض النظر عن الفارق الكبير بين تفجيرات 7-7 وإرهاب 11/9، فإن على المسؤولين الأميركيين أن يستفيدوا من إدارة البريطانيين لأزمتهم الراهنة، كي يدركوا أن المبالغة في ردود الأفعال، والتصرف بتفعالية شديدة، غالباً ما يؤدي إلى نتائج عكسية.
محمود زكي-أبوظبي