في مقاله "أوجاع العرب" المنشور بصفحات "وجهات نظر" الصادرة يوم الأحد الموافق 10 يوليو, خلص الدكتور طارق سيف, إلى أن حالة المواطن العربي اليوم, أوصلت الجميع إلى ضرورة البدء فوراً بحقن أوردة المريض العربي بالحريات, ومنحه حقوق الإنسان, ومشاركته في اتخاذ القرارات. وضمن ذلك يمكن تلخيص المقال بالدعوة لإجراء سلسلة من الجراحات الصغيرة والكبيرة, الهادفة إلى إعادة صحة هذا المريض وتجديدها تماماً, بما يتفق وقيم الحرية والكرامة وصيانة حقوق الإنسان. أي أن المطلوب هو البدء في تدشين أوسع حملة إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية, تفضي إلى إحداث تغيير جذري في حياة المواطنين العرب. الصورة التي يرسمها الكاتب عن المواطن العربي هي صورة سلبية لكائن خامل ميت لا حياة فيه, وأن المطلوب من النخب المفكرة والقيادات السياسية, أن تأخذ بيده وتبدأ بحقنه وإسعافه وبث روح جديدة فيه! كما يرسم الكاتب صورة حالمة شاعرية عن إمكان تغيير واقع الأمم والشعوب من عل, وهو ما يتناقض وكافة تجارب الأمم والشعوب في تغيير واقع حياتها! فهل أتت السلطة يوماً إلى الشعوب, وهي محمولة على أطباق الفضة والذهب؟.
لذلك وعلى رغم نبل وقيمة مشروع تغيير الواقع العربي الذي قدمه الكاتب, إلا أن هذا التغيير سيظل حلماً طوباوياً محلقاً في سماوات الخيال, ما لم يشارك المواطن العربي نفسه, مشاركة فاعلة في تغيير واقعه وحقن شرايينه بالدماء والروح الجديدة. ولن يتأتى هذا إلا بالشروع الفوري في بناء مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني, التي يستطيع من خلالها المواطن الدفاع عن حقوقه, والعمل اليومي من أجل تغيير واقعه. وفي تقديري أن حملة الجراحات تبدأ من هنا, وليس بعد كتابة شهادة الوفاة.
عمر النور السيد-الفجيرة