في عالم يموج بالإرهاب أصبحت نسبة كبيرة من ميزانيات الدول الكبرى موجهة لتعزيز الاجراءات الأمنية في الحدود والمنافذ والمطارات. وضمن هذا الإطار، ثمة دراسة أميركية قدرت حجم الإنفاق المخصص لمكافحة الإرهاب في العالم بما يزيد على 191 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم، ربما يسهم في علاج كثير من مشكلات الدول النامية التي تعاني من الفقر وتفشي الأوبئة.
ومن الواضح أنه بعد إرهاب الحادي عشر من سبتمبر أصبحت مكافحة الإرهاب والبحث عن أدوات لمواجهته هي البند رقم واحد في جميع المنتديات والفعاليات الدولية، وهو تطور ربما يلحق الضرر بقضايا دولية مهمة كالقضية الفلسطينية والأزمة العراقية وغيرهما من المشكلات الدولية التي مر على بعضها قرابة نصف قرن دونما حل ناجع.
تفجيرات لندن الأخيرة جاءت لتذكر العالم بأن الإرهاب لا يزال جاثماً على صدر المجتمع الدولي إلى أجل غير مسمى، وهو ما يضع الغرب أمام تحد كبير يتمثل في مواجهة الإرهاب والحيلولة دون وقوع مزيد من العمليات الإجرامية التي تستهدف الأبرياء، وفي الوقت ذاته البحث عن الأسباب الحقيقية للإرهاب لاجتثاثها، وعدم توفير بيئة خصبة يرتع فيها الفكر المتطرف، وتترعرع فيها قوى الظلام.
وإلى أن يحقق المجتمع الدولي نصراً كاسحاً على الإرهاب ومؤيديه ومروجي أفكاره، ستظل قضايا الفقر والأوبئة قائمة في دول الجنوب، التي ستدفع، هي الأخرى، على ما يبدو، ثمناً باهظاً في مواجهة الإرهاب العالمي.
عثمان أبوبكر- الخرطوم