في مقاله المنشور يوم أمس الأحد بصفحات "وجهات نظر" استرجع الأستاذ خليل علي حيدر مشاهد نكسة 5 يونيو 1967، مركزاً على الفكر الناصري، وأصداء الهزيمة وتداعياتها على الساحة العربية. لكن ما أثار انتباهي أن الكاتب الذي اعتمد في جانب كبير من مقاله على اقتباس مواقف وآراء مفكرين آخرين ربما يكون لهم موقف غير محايد من التجربة الناصرية، قد تجاهل تماماً موقف النظام الدولي من (مصر عبدالناصر). ففي تقديري أن سبب النكسة لم يكن إلا نتيجة لمؤامرة دولية حاكتها الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض القوى المتحالفة معهما لضرب التجربة الناصرية التي باتت شوكة في وجه النفوذ الأميركي المأمول وقتها داخل المنطقة العربية.
هزيمة يونيو لا يمكن فهمها دون التطرق إلى أجواء الحرب الباردة والصراع الأيديولوجي بين الرأسمالية والشيوعية، خاصة وأن الفكر الناصري أحرز نجاحات عربية وأفريقية أزعجت الولايات المتحدة. وإذا كان البعض يعلق الهزيمة على شماعة الناصرية، فإن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر استطاع في وقت قياسي تجهيز قواته المسلحة لخوض حرب الاستنزاف التي أنهكت الجيش الإسرائيلي ومهدت لانتصار أكتوبر المجيد الذي أعاد لمصر العروبة عزتها وريادتها.
وإذا كانت للنظام الناصري أخطاء، فإنه من الضروري التطرق إلى الجوانب الإيجابية للتجربة الناصرية، خاصة وأنها حققت نجاحات كبيرة في مجال التنمية، لا سيما في مجالي التعليم والصناعة.
أحمد عادل- القاهرة