بعبارة "الإرهاب يأتي من أقرب حلفائنا"، حاول "بيتر برجين" التطرق إلى ما يراه عيوباً في السياسات البريطانية تجاه التعامل مع الأجانب وطالبي اللجوء السياسي، محذراً من أن ثمة وضعاً مقلقاً في بريطانيا يتمثل في عدم اندماج مسلمي بريطانيا في المجتمع ما يجعلهم مؤهلين لتبني أفكار متطرفة. وبغض النظر عن المعلومات التي عرضها "بيرجن" في مقاله، فإن التسامح الواضح لدى الشارع البريطاني تجاه العرب والمسلمين، وتعاطف الرأي العام البريطاني مع القضايا العربية، هو خير ضمانه لمواجهة الإرهاب داخل المملكة المتحدة، لكن يبدو أن المتطرفين استغلوا هذا التسامح في ارتكاب عمليات إرهابية للنيل من وحدة الشارع البريطاني المتعدد الأطياف.
ولنا أن نتذكر حجم التظاهرات العارمة التي جابت شوارع العاصمة البريطانية قبيل الحرب الأنجلو أميركية على العراق، وهي تظاهرات لم نشهد مثلها في الدول العربية. الشعب البريطاني يدرك جيداً أن الدين الإسلامي الحنيف بعيد كل البعد عن الإرهاب، وأنه من غير المنطقي اختزال الإسلام في شرذمة ضالة لا تعرف سوى لغة الدم، ومن ثم سيتعافى البريطانيون سريعاً من صدمة الخميس الماضي، وسنجد مسلمي بريطانيا أكثر تضامناً مع بلدهم في مواجهة خطر الإرهاب.
سمير زيدان- لندن