الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم أمس بضرورة معالجة أسباب الإرهاب واجتثاث جذوره تستحق الدعم والمساندة من الأسرة الدولية ووضع استراتيجية لاقتلاع هذه الآفة الخطيرة التي باتت تهدد الاستقرار الدولي وتروع الأبرياء، لا سيما وأن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني حملت رسالة واضحة مفادها ضرورة تعزيز الحوار بين الأديان وأن مثل هذه الأفعال الدين الإسلامي منها براء ولابد من وقف هذا التشويه البغيض للدين الإسلامي.
المعركة مع الإرهاب لا بد أن تكون شاملة وتبدأ بقطع السبل التي يحاول من خلالها حفنة من المختلين وأصحاب الفكر الضال والمنحرف تهديد السلام والتعايش الدولي وتعميق الكراهية بين بني البشر، فالأديان جميعها تحث على التعايش والتسامح والتعاون وحماية الإنسانية من المفسدين في الأرض والضالين، وهذه الحفنة ذمها الإسلام وهو براء منها فالدين الإسلامي دين يحفظ كرامة الإنسان ويحرم قتل الأبرياء·
المعركة مع هذه الحفنة الضالة لم تعد معركة استخبارات وأجهزة أمن بل هي معركة تبدأ من الفكر الذي يحاول أن يلغي الآخر ويقتله ويحاول بأفعاله الإجرامية أن يخرج البشرية من عصر المعرفة والنور إلى عصور الجهل والظلام، وهؤلاء الذين خرجوا من كهوف تورا بورا بأفغانستان يريدون استدراج العالم إلى عصور الجهل ومثل هؤلاء المفسدين لابد أن يتوحد العالم من حكومات وشعوب ضدهم لاقتلاعهم من جذورهم وإخراجهم من جحورهم وتخليص البشرية من شرورهم وآثامهم· وقد أظهر العالم شرقه وغربة عقب تفجيرات لندن الإجرامية توحدا غير مسبوق في مواجهة الإرهاب وخلاياه السرطانية، وأدان العالم الإسلامي ومرجعياته الدينية هذه الأفعال الإجرامية التي يتبرأ منها الإسلام ولا تقرها الأديان، وتأكيد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم أمس على أهمية القضاء على الأسباب الكامنة وراء الإرهاب من أجل التخلص من هذا التشويه البغيض لحقيقة الإسلام يؤكد على أن العالم بدأ يدرك أن هذه الفئة الضالة منبوذة في العالم الإسلامي وخارجة عن الدين ومطرودة من رحمة الله لأنها تقترف أفعالا نهت عنها الديانات السماوية ونهت عنها أبسط القيم الإنسانية، وما حدث في لندن بالأمس وقبلها في مدريد وقبلها في واشنطن وما يحدث من قتل للأبرياء بسيارات الموت العابر في بغداد أحداث بشعة تدعو العالم إلى إعداد رؤية جديدة لمواجهة هذه الفئات الضالة وتخليص البشرية من شرورها وهذه المهمة لا تقتصر على الحكومات فحسب بل تتحمل الشعوب المسؤولية الأولى في مواجهتها لأنها هي المستهدفة وهي التي تدفع الثمن دائما·