تحت عنوان, "تركيا والطريق الوعر نحو الاتحاد الأوروبي"، نشرت وجهات نظر يوم الإثنين الماضي مقالا للكاتب البريطاني باتريك سيل وأريد أن أعقب عليه بإضافة توضيح. أولا, إن رفض انضمام تركيا ليس قاصراً على بعض الأحزاب اليمينية الأوروبية المتطرفة، وإنما يشمل أيضاً قطاعات واسعة من الشعوب الأوروبية بيمينها ويسارها، وبخضرها وشيوعييها، وحتى بقيادات وسطها، ونخبها الفكرية العولمية والإنسانوية الكثيرة. لقد ارتسمت صورة للأتراك في أذهان الأوروبيين مرتبطة بحصار فيينا وغزو البلقان والمواجهات في الحرب العالمية الأولى بكل آلامها ومراراتها. وذاكرة الأوروبيين قوية ونشطة، وحركات التعصب والتطرف والعنصرية لا تنقصهم أيضاً. ولذا أعتقد شخصيا أن الماراتون التركي إلى الاتحاد الأوروبي وصل الآن إلى نهايته، وهي تقريبا عدم الانضمام. بل ستنتهي الجهود التركية على الأرجح بتوقيع نوع مميز من الشراكة مع أوروبا من خارج الاتحاد. لقد قال رومانو برودي رئيس المفوضية الأوروبية قولا أراه معبرا عن حقيقة الموقف الأوروبي. قال: كانت أمي عندما تريد إخافتنا ونحن أطفال تقول: احذروا الأتراك قادمون، وأنا أرى أن مثل هذه الهواجس والكوابيس الانعزالية هي ما عرقل وسيعرقل انضمام تركيا أو أية دولة مسلمة أخرى إلى الاتحاد الأوروبي.
عبدالعليم مسعود-العين