الانفجارات المروعة التي وقعت في لندن أمس، لم تستهدف في الحقيقة بريطانيا في حد ذاتها· إنما في جوهرها هجمة بربرية ضد المجتمع الدولي بأسره، وضد الحضارة الإنسانية برمتها· هجمة جاءت من أناس جبناء، تخلوا عن كل القيم والأعراف وتسلحوا بالحقد والكراهية، واعتمدوا منهج الفتك وسفك دماء الأبرياء للوصول إلى أهدافهم الجهنمية، ونشر الفساد في الأرض إن ما حصل في لندن، هو سلسلة متتابعة من العمليات الاجرامية التي ينفذها هؤلاء البربريون بدءاً من أحداث 11 سبتمبر في أميركا، ثم محطات القطارات في اسبانيا، وجرائم التفجيرات في أندونيسيا ودول أخرى فهي أساليب متحدة في بشاعتها ونزعتها العدوانية ضد البشرية جمعاء·
وهذا ما يتطلب من العالم بأسره شعوباً وحكومات إلى الوقوف بحزم وصرامة لمواجهة بؤر الظلام، وخفافيش الليل، الأمر الذي يستدعي الصمود بقوة لقطع دابر الحقد، وأشباح الكراهية، وحتى يصل العالم إلى واحة الأمن والاستقرار فإنه لابد من القضاء على هذه الآفة وكسر شوكة الإرهاب الذي لا يدين بدين ولا ينتمي إليه بصلة وانما هو فصيل من فصائل الهدم والتدمير، أراد أصحابه أن يحولوا العالم إلى حياة الغاب· ففي الوقت الذي يجتمع فيه قادة دول العالم المتقدم، من أجل انقاذ البشرية من الفقر والعوز والمرض والتخلف نجد هذه الشرذمة من البشر تقوم بفعلها الشنيع وترعب وترهب الآمنين والابرياء، ولكن فإن حبل الباطل قصير، ونوايا الغدر مهما تجملت بالشعارات الواهية فلابد وأن تطولها يد العدالة الانسانية وان قطار الحضارة لن يتوقف عن مواصلة طريق التقدم هذه الأفعال الجبانة المنطلقة من جحور التخلف والتزمت·
نعم نحن أمام حرب ولكن منطق العقل لابد وأن ينتصر أما زبد التخلف، فسوف يذهب جفاء إلى غير رجعة، وذلك باتحاد العالم ضد هذا المرض·