في عددها الصادر بتاريخ الخميس 30 يونيو المنصرم, نشرت "وجهات نظر" مقالاً للكاتب الهندي جاسجيت سينغ, بعنوان "انتخابات طهران: صفحة جديدة في التاريخ الإيراني", عرض خلاله مؤشرات يراها إيجابية للانتخابات الأخيرة التي شهدتها إيران, وانتهت بفوز أحمدي نجاد, منها صعود النزعة الوطنية الإيرانية. وقال إن هذه النزعة ربما وجدت لها هوى وصدى في العديد من الدول النامية.
كما استنتج كاتب المقال, أنه ليس مستبعداً أن تتحول إيران إلى بؤرة جذب كبيرة, خاصة إذا ما أظهرت قدراً من تحقيق النجاح على طريق التغيير, وتحسين الأحوال المعيشية والأوضاع الاقتصادية لمواطنيها. وعلى رغم وجاهة منطق هذا التحليل, إلا أن هناك جملة من الأسئلة التي تثيرها النتائج النهائية للمقال. منها على سبيل المثال السؤال عن مدى التغيير الجذري الذي يمكن أن يحدثه نجاد في بنية السلطة الحاكمة في إيران, لا سيما وهو سليل التيار المحافظ وأحد أبرز ممثليه في صفوف الحرس الثوري, الذي يعتبر الأكثر تشدداً هناك؟ وهل يستطيع الرئيس الجديد أحمدي نجاد, أن ينجز ما عجز عنه الإصلاحيون وأحبط برنامجهم الإصلاحي؟ فالمعلوم أن نتائج هذه الانتخابات إنما كانت كذلك, لكونها تعبيراً عن ردة فعل شعبية إزاء الإحباط الذي خلفه وراءه الإصلاحيون, جراء خيبة وعودهم وآمالهم التي قدموها للناخبين. فكيف لهذا التيار السائد في مجرى الحياة السياسية الإيرانية, أن ينقلب إلى نقيضه على يد رئيس جديد, خرج هو نفسه من تيار المحافظين. وأليست هذه الانتخابات تعبيراً سياسياً عن اندحار الإصلاحيين أمام المحافظين؟ وأخيراً فإن قدرة إيران على تحقيق أي قدر من النجاح على صعيد تحسين الأوضاع الاقتصادية مرهونة بوضع حل لأزمة برامجها وأنشطتها النووية. فهل يمكن أن تكتب الانتخابات الأخيرة صفحة جديدة في التاريخ الإيراني المعاصر؟ مهلاً, فالفترة القليلة المقبلة سوف تكشف ما إذا كان هذا التنبؤ صحيحاً أم متعجلاً وسابقاً لأوانه.
الطيب البشير إبراهيم- أبوظبي