مقال الأستاذ جمال خاشقجي المنشور يوم أمس الثلاثاء في "وجهات نظر" عرض لمسألة في غاية الأهمية، ألا وهي تطوير التعليم كي يلبي احتياجات سوق العمل، ولفت الانتباه إلى الجدل الذي يصاحب عملية تطوير التعليم، سواء ما يتعلق بالخوف على الهوية الوطنية أو إلحاق الضرر بالقيم.
الكاتب أكد على أن الآسيويين يغزون العالم بخريجيهم الذين يتلقون تعليماً يمكنهم من العمل في وظائف نادرة كالتمريض مثلاً، في حين أن تطوير التعليم عادة ما تتم أدلجته وإثارة ضجة حوله. وفي رأيي أنه لا نهوض لمنطقتنا العربية من دون تطوير المؤسسات التعليمية كي يكون الخريجون قادرين على الانخراط في سوق العمل، وكي يتم التقليل- قدر الإمكان -من الاعتماد على العمالة الوافدة، وتفادي ما ينجم عن استقدامها من مشكلات اجتماعية.
التعليم أساس الاكتفاء الذاتي، وهو ما يضمن تنمية وطنية حقيقية تراعي الاحتياجات الاستراتيجية للمجتمع، ومن غير المنطقي أن يتم إنفاق المليارات على التعليم دون أن تكون مخرجاته غير مناسبة لسوق العمل. وإذا كانت الولايات المتحدة بقوتها الهائلة لا تزال تراجع سياساتها التعليمية، فلماذا لا تحذو الدول العربية حذوها، وخاصة أن الطريق أمامها طويل لتحقيق التنمية الشاملة.
عماد محمود إبراهيم- لندن