تحت عنوان "صدق ميكي ماوس" نشرت "وجهات نظر" يوم الخميس 30/6/2005 مقالاً للدكتور سيد القمني، أكد خلاله على عدم الارتباط بين العلم والأخلاق والتقوى. وسخر فيه بما يعرف بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وشكك في قيمة ما أنتجه المسلمون في مجال العلم والمعرفة، بطريقة كشفت عن عدم إلمامه بحقائق الإسلام وتاريخه، على الرغم من أن من ينادون بالإعجاز العلمي للقرآن يريدون العودة بالناس حسب قوله إلى القرن السابع الميلادي.
وفي الحقيقة فإنَّ مسألة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، شهد بها علماء متخصصون في مجال العلم التجريبي، وكانت سبباً في اعتناق كثير منهم للإسلام، ويكفي ذكر "موريس بوكاي"، و"كيث مور"، من مشاهير علماء الأجنة والأحياء.
أما القرن السابع الميلادي الذي سخر منه الدكتور، فهو قرن تنزل فيه القرآن بدعوته إلى التفكر والنظر وطلب العلم والبرهان، والبينة، وشهد التجربة الإسلامية الأولى على يد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أقيمت الدولة والمجتمع، وظهر فيه الخلفاء الراشدون الذين استفادوا من معارف عصرهم في تنمية الدولة وتطويرها، ومن ثم فإنَّ الزعم بأنَّ "البركة بالمقدس" هي الخطة الرئيسية فيه، قول بلا علم.
أما التقليل من جهود علماء الحديث، والطعن في معيار حكمهم على الأحاديث، فينم عن تجاهل واضح لما وضعه المحدثون من ضوابط دقيقة في نقد أسانيد الأحاديث ومتونها، فيما يعرف بعلم الجرح والتعديل.
ومما يدحض زعم الدكتور بأنَّ العلوم الإسلامية معيارها الورع والتقوى فحسب، حقيقة أن تلك العلوم، لم تكن قاصرة على المسلمين التقاة فقط، بل شارك فيها المسيحيون، والفرس المجوس، والهنود بعقائدهم المختلفة، فضلا عن الفكر اليوناني.
د. أحمد الجلي- جامعة أبوظبي