اتفق مع بعض ما قاله الدكتور أحمد عبد الملك في مقاله المنشور بهذه الصفحات الخميس 30 يونيو والمعنون: "هل هناك إيران جديدة؟" وخصوصا قوله إن إيران قد "حنّت إلى حضن الثورة". وفي الحقيقة أنه يبدو للمرء أحيانا أن إيران تسير عكس تيار التاريخ. فمع المد "الإصلاحي" الديمقراطي السائد حاليا في الشرق الأوسط وغيره، نجد إيران تعود إلى النقطة التي كانت عندها أيام الإمام الخميني على الرغم من كل التغيرات التي حدثت في العالم. ولكن المأمول هنا أن يتمكن المسؤولون الإيرانيون من الاستفادة من دروس التاريخ وأن يدركوا أنه طالما أن الثورة والتطرف والتشدد ومعاداة العالم والوقوف إلى جانب القوى الثورية التي كانت تملأ الساحة في أواخر سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي لم تحقق شيئا يذكر لإيران فإنهم كانوا يجب أن يتبنوا نهجا آخر. قد يقول البعض إنها قد تبنت نهجا إصلاحيا ولكنه لم يحقق شيئا هو الآخر. أختلف مع هذا الرأي وأرى أن النهج الإصلاحي قد حقق عدة نقاط في مصلحة إيران وذلك قبل أن تتدخل القوى المحافظة والمتشددة في طهران لتعرقل تجربة خاتمي. كان المتوقع بعد انتهاء ولاية خاتمي أن يختار الشعب الإيراني رجلا إصلاحيا آخر أكثر قوة وأكثر قدرة على المناورة وأكثر قدرة على التعامل مع التيار "المحافظ" والمتشدد في الجمهورية الإسلامية، ولكن العكس تماما هو الذي حدث حيث اختار هذا الشعب رجلا متشددا.
أنا هنا لا أتدخل في مشيئة الشعب الإيراني، وأرى أن اختيار نجاد وهو من أبناء المرشد الأعلى أية الله خامنئي تعني أن المرشد سوف يسيطر على كافة مفاصل الدولة الإيرانية، وأن الوجه الإيراني المتشدد هو الذي سيبرز على الساحة الداخلية والخارجية بما يترتب على ذلك من تداعيات لا اعتقد أنها ستكون إيجابية على المنطقة برمتها.
محمود ربيع-دبي