نشرت "وجهات نظر" يوم الأربعاء 22 يونيو الجاري مقالا قيماً للمفكر الأميركي جيرمي ريفكن، تحت عنوان "رسالة مفتوحة إلى أعضاء مجلس الاتحاد الأوروبي"، ولتوضيح ما أريد قوله في تعقيبي على هذا المقال أحب أن أحكي للكاتب قصة من التراث الشعبي الأميركي. يحكى أن بحارة مغامرين من القرن التاسع عشر كانوا يركبون سفينة تطوف على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الحالية، وفجأة نفد مخزونهم من ماء الشراب، في حين كانت مياه المحيط المالحة تضربهم بأمواجها مع أنهم يتلوون عطشاً. وفجأة ظهرت لهم من بعيد سفينة أخرى، فراحوا يصرخون طالبين النجدة من ركابها. وفي كل مرة كان ركاب السفينة الأخرى يشيرون إلى طاقم السفينة العطشى ملوحين بأيديهم. وعندما كانوا يشيرون تحت كان ربان السفينة يزداد غضباً، قائلا: ما لهؤلاء الحقراء ألا يعرفون أن مياه المحيط مالحة، وهم يشيرون إليها بأيديهم. أيريدوننا أن نشرب ماء المحيط؟ وفجأة قرر أحد الركاب تجريب مياه المحيط فدلى فيها وعاءه وملأه، وعندما شرب كانت المفاجأة أن المياه حلوة تماماً ولا ملح فيها. في ذلك المكان من المحيط يصب نهر هائل، وتبقى مياهه عذبة حتى عدة كيلومترات في المحيط. والشاهد من هذه القصة الطويلة أن على ريفكن بدلا من دعوة الأوروبيين لفتح حلقات حوار سفسطائية حول الدستور، استفادةً من تجربة أميركا في حرب فيتنام، بدلا من ذلك كان عليه نصيحة أميركا نفسها بعقد تلك الحوارات العامة حول الوضع في العراق. وأخيراً أقول للسيد ريفكن الموضوع الأولى بالنقاش، أقرب إليك مما تتصور.
إبراهيم عبدالمنعم- دبي