برنامج الحكومة العراقية الانتقالية الذي طرحه يوم أمس رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري في خطاب أمام البرلمان في بغداد والذي تعهد فيه بالعمل على بناء عراق فيدرالي ديموقراطي وتعزيز أجهزة الأمن واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وإزالة التفرقة الدينية والسياسية بالإضافة إلى العديد من العناوين المهمة التي تحمل إشارات متفائلة تستوجب التوقف عندها والتعاطي معها بشكل عملي لكي تؤتي ثمارها على الأرض ويشعر بها المواطن العراقي البسيط الذي يتطلع إلى الاستقرار والأمن وبناء وطنه والنهوض به من جديد، خصوصا وأن هذه الحكومة تمهد لبناء عراق جديد في أعقاب انتخابات ديسمبر المقبل بعد إقرار الدستور، وترجمة هذه العناوين المهمة تتوقف على أداء الحكومة العراقية التي تعمل في ظل ظروف جد صعبة وغير طبيعية وبدأت بالفعل تخطو خطوات جادة وان كانت بطيئة في تسريع وتيرة العملية السياسية سواء لجهة إعادة أبناء العراق المغرر بهم أو لجهة فتح قنوات سياسية مع ''المقاومة الشريفة'' بهدف محاصرة الجماعات الإرهابية الوافدة إلى العراق لتخريب المشروع العراقي ونسف العملية السياسية، أو لجهة تسريع وتيرة عملية الإعمار والتنمية، في ظل هذه التحديات لن تستطيع الحكومة العراقية العمل بمفردها للنهوض بهذا البرنامج السياسي الطموح ولابد من التفاف كافة الأطياف والقوى العراقية حول الحكومة لإنجاح هذا البرنامج خاصة في هذه المرحلة الانتقالية التي تعتبر المدخل الرئيسي لبناء العراق الحر والديموقراطي في أعقاب إقرار الدستور الدائم في استفتاء شعبي خاصة وأن الإرهاب والإرهابيين رغم الحملات المتتالية على أوكارهم يحاولون توجيه ضربات إلى الشعب العراقي لإظهار عجز الحكومة وضعفها ولن يسكت الإرهابيون في هذه المرحلة وسيعملون على تكثيف عملياتهم الإرهابية في العراق في محاولة لوأد الحلم العراقي ونسف الجهود الوطنية لبناء العراق وتقويض العملية السياسية برمتها وما يحدث من عمليات إجرامية على أيدي إرهابيين محترفين وافدين إلى العراق يؤكد على أن هذه الجماعات الضالة لا تريد للعراق أن يواصل السير في العملية السياسية التي تفضي إلى بناء عراق حر ديموقراطي، وهذه المواجهة مع الإرهاب لابد أن تكون قضية كل العراقيين بجميع أطيافهم وجماعاتهم وألوانهم السياسية، وهذا هو التحدي الرئيسي الذي لابد أن يكسبه العراقيون في المرحلة المقبلة لبناء وطنهم على أسس من العدل والاستقرار والتعايش والأمن والاستقرار للانطلاق في عملية إعادة البناء والتنمية الشاملة التي ينتظرها العراق وطنا وشعبا·