المتتبع للأحداث الدائرة في المنطقة يلاحظ أن هناك قوى لا تريد الاستقرار للمنطقة بأسرها، هذه القوى ربما هي المدبر الأول للإرهاب، وهذا ليس من قبيل الصدفة، وإنما مخطط مرسوم بدقة متناهية للسيطرة على العالم العربي لما يتمتع به من مقومات وخيرات وموقع استراتيجي للانطلاق منه إلى العالم. وهذا مما شجع القوى الاستعمارية في الماضي على ممارسة سياساتها بشتى الطرق للسيطرة كلياً على المنطقة وخيراتها، والآن يبدو أن السيناريو ذاته يتكرر.
وخلال السنوات الأخيرة برزت، وبشكل جنوني، على السطح فئات ضالة، ربما تحظى بتأييد قوى دولية، تسعى إلى إغراق المنطقة العربية بتيارات وانشقاقات وإرهاب لم ولن يرى التاريخ مثيلاً له، وهذا ما ساعد على وجود البلبلة الدائرة الآن داخل هذه المنطقة الحيوية من العالم.
القوى الدولية الاستعمارية لا يهمها إلا النهب والدمار والقتل والتشريد وسرقة كل قطرة من البترول بأبخس الأثمان، لتكون هي المستفيد الوحيد، ولتسبح هذه المنطقة في تيار الفقر الذي لا يرحم لا صغيرا ولا كبيرا، وما يحصل في العراق وفلسطين وغيرهما، كل يوم خير دليل على ذلك.
لا أحد يتوقع زوال القوى الاستعمارية من هذه المنطقة في المستقبل القريب، لأن هذه القوى تعرف جيداً أن خيرات المنطقة كثيرة وكبيرة، لذلك ترسم مخططها لسنين طوال، وتنشر كل هذه العصابات الإرهابية في أرجاء المعمورة لتتمكن من مواصلة الاستيطان والاستعمار في شتى أنحاء المنطقة. فإلى متى سنظل نتفرج ونشجب ونحن نشاهد هذه الأحداث تتزايد كل يوم، والعشرات والمئات بل الآلاف يقتلون ويشردون من ديارهم، ونحن للأسف الشديد صمٌ بكمٌ مكبلون بسلاسل الاستعمار والإرهاب؟.
هلال سلطان الريامي - أبوظبي