خطوة "كلينتونية تجاه إيران...وبحوث الخلايا الجذعية تصطدم بـ"ثيوقراطية بوش"


أصداء زيارة أبومازن إلى واشنطن، وبوادر التهدئة مع إيران، وموقف بوش من بحوث الخلايا الجذعية، والدعوة لتعزيز موقف السُنة في العراق الجديد، موضوعات شملتها إطلالتنا الأسبوعية الموجزة على الصحافة الأميركية.


"تشجيع محمود عباس"


تحت هذا العنوان انتهزت "واشنطن بوست" زيارة أبومازن إلى الولايات المتحدة، لتُقيم في إحدى افتتاحياتها ليوم السبت الماضي أداء رئيس السلطة الفلسطينية. الصحيفة أشارت إلى أن المحاولة الأولى التي أقدم عليها هذا الرجل قبل عامين لقيادة الفلسطينيين نحو تسوية سلمية مع إسرائيل فشلت بسبب العقبة التي كانت ممثلة وقتها في الرئيس الراحل ياسر عرفات، وفشلت أيضاً لأن شارون وبوش لم يقدما الدعم الكافي لأبومازن. الآن رحل عرفات وأصبح محمود عباس رئيساً منتخباً. غير أن المخاطر المألوفة لا تزال، حسب الصحيفة، قائمة: فمحمود عباس ضعيف نسبياً، وشارون يتلكأ في تنفيذ وعوده، وبوش يميل إلى دعم شارون بدلاً من أن يدفع الطرفين قدماً نحو السلام. الصحيفة أثنت على الإصلاحات التي نفذها محمود عباس خلال الشهور الماضية، خاصة عملية وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإعادة هيكلة قوى الأمن الفلسطينية، لكن لا يزال "أبومازن" قائداً غير قوي، وهو ما يعود جزئياً إلى حذره وقوى الفساد المحيطة به التي كانت يوما ما محيطة بأبوعمار. وحسب الصحيفة تشكل حركة "حماس" تحدياً كبيراً لتنظيم "فتح" الذي يتزعمه محمود عباس في الانتخابات التشريعية المقبلة، وضمن هذا الإطار، فإن جهود متشددي "فتح" لتأجيل أو إلغاء هذه الانتخابات ربما تؤدي فقط إلى إضعاف هذا التنظيم أكثر فأكثر. ولكي يعزز "أبومازن" خطاه الإصلاحية، عاجلاً وليس آجلاً، يجب أن تشمل نزع سلاح "حماس" وغيرها من الميلشيات، عليه تخفيف معاناة الفلسطينيين، والتأكيد على أن سياساته تقود نحو التفاوض – لا العنف- كوسيلة لإقامة الدولة الفلسطينية. أما شارون، فمن الضروري ألا ينهمك في عملية الانسحاب من غزة، ويدخل في مفاوضات مع "أبومازن" حول إزالة الوجود الإسرائيلي من الضفة بدلا من التوسع فيه، لكن يبقي الإصلاح الفلسطيني ونزع سلاح الفصائل شرطين استباقيين ضروريين لعملية سلام ناجحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


بوش يتودد إلى إيران!


"يوم الخميس الماضي منح الرئيس بوش جزرة اقتصادية كبيرة إلى إيران، بموافقته على دخول طهران منظمة التجارة العالمية، كي يثنيها عن تخصيب اليورانيوم"، هكذا استهلت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الجمعة الفائت، والمعنونة بـ"ركل العُلبة مع إيران" واصفة موقف بوش بأنه تحول من سياسة تتمثل في تهديد الجمهورية الإسلامية إلى التودد إليها، وخطوة "كلينتونية" بكل ما تعنيه الكلمة، أي تشبه موقف الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عندما قدم مكاسب اقتصادية إلى كوريا الشمالية مقابل امتناعها عن برامج تصنيع القنابل النووية. ويبدو أن بوش اختار بحكمة تأييد دخول إيران منظمة التجارة العالمية، لأن واشنطن لا تستطيع في واقع الأمر أن تحرز نجاحاً في أي تهديد عسكري أو اقتصادي لطهران، وهذه الأخيرة تحتاج مزايا تجارية كي توفر من خلالها فرص عمل للأعداد الهائلة من العاطلين. الصحيفة ترى أن كلا الطرفين ركل "العلبة النووية" من على الطريق، ومع تمهيد الولايات المتحدة الطريق لدخول إيران منظمة التجارة العالمية، فإن من الممكن إبرام اتفاق مع طهران حول برامجها النووية، وهو اتفاق قد يوقف سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط. أما "بوسطن غلوب"، فخلصت في افتتاحيتها أول من أمس السبت، إلى أن واشنطن فقط بمقدورها وضع حد للامتيازات التي يسعى الإيرانيون لكسبها وهي:عضوية منظمة التجارة العالمية، وحيازة تقنيات متطورة، والنفاذ إلى المؤسسات المالية الدولية، والحصول على تطمينات مفادها أن وجود القوات الأميركية في العراق وأفغانستان لا ينذر بحملة عسكرية لتغيير نظام الملالي في طهران... وترى الصحيفة