بعد قراءتي للمقال القيم الذي كتبه د. خليفة علي السويدي، في وجهات نظر يوم السبت 28/5/2005 أحسست بصدق مشاعر الكاتب تجاه اللغة العربية وضرورة المحافظة على الهوية. ولا غرو أن يكون مفكر بحجم الدكتور خليفة على معرفة بما للغة من أهمية في صيانة الهوية الحضارية لأي شعب من الشعوب. ومن خلال تجربتي الشخصية أريد أن أضيف لما قاله الدكتور مثالا آخر، هو أن فرنسا تمنع التدريس للمواد العلمية باللغة الإنجليزية، بل يصل المنع أحيانا حدود حظر الكلام بغير الفرنسية في المرافق العامة، من قبل الموظفين الذين لا تقتضي طبيعة عملهم التعامل مع أجانب لا يتحدثون الفرنسية. وليس هذا تعصباً من الفرنسيين ولا كراهية للغير، وإنما حفاظا على الثقافة الوطنية. واذكر أن مدرساً فرنسياً كان يدرسنا في الثانوية، وكان يخصص نصف حصته للتهجم على الانجليزية، وعلى نصف حروف الكلمات فيها الذي لا ينطق. والحقيقة أن أقسام اللغة الفرنسية في جامعات باريس تسمى جميعاً بهذا الإسم:اللغة والحضارة الفرنسية، وأحيانا تحل كلمة ثقافة محل كلمة حضارة ومعروف أنثروبولوجياً أن الكلمتين متقاربتان في المعنى. ولكن مشكلتنا نحن العرب هي انبهارنا بثقافة الآخر وعدم اهتمامنا بلغتنا. وفي الإمارات هناك جمعية حماية اللغة العربية وأتمنى من قلبي أن يكون القائمون عليها قد قرأوا مقال الدكتور السويدي بعناية.
عمر يحياوي- عنابة- الجزائر