قرأت المقال الذي كتبه الدكتور سعد بن طفلة العجمي، في وجهات نظر، تحت عنوان"العقل بين الصور والتدنيس"، وقرأت في نفس العدد مقالاً آخر جميلاً للكاتب الأميركي الشهير، توماس فريدمان، طالب فيه بإغلاق سجن غوانتانامو، والعجيب أن الدكتور سعد، يستكثر على المسلمين التظاهر والاحتجاج على تدنيس المصحف الشريف على أيدي مجندين أميركيين في ذلك المعتقل الرهيب. وأريد أن أقول للكاتب إنه لا وجه للمقارنة بين تسرب صور صدام وبين تدنيس المصحف الشريف. فلا أحد يدافع عن صدام وجرائم نظامه الديكتاتوري المنهار، وإن كانت مبادئ حقوق الإنسان بصفة عامة لا تسمح بإهانة أي كان، خاصة أن الأميركيين أعطوه صفة أسير حرب، وبتسريبهم لصوره يكونون قد انتهكوا اتفاقية جنيف، التي طالما تباكوا على أي خروج عليها. أما التطاول على حرمة المصحف الشريف فهي جريمة في حق أكثر من مليار مسلم، وقام بها أشخاص على رأس عملهم في النظام العقابي الأميركي. والشاهد هنا أن فريدمان وهو الكاتب الأميركي، طالب إدارة بوش بكف أذاها عن الآخرين، وبعمل ما يلزم لتصحيح أخطائها، ولكن الدكتور سعد بن طفلة لا يعترف أصلا بما يعترف به الأميركيون، وكأنهم لا يخطئون من وجهة نظره. يا دكتور لا تكن أميركياً أكثر من الأميركيين، ولا تخلط الأوراق وتتهجم على العقل العربي لأن هنالك من أحس بألم ممارسات الجنود الأميركيين بحق المصحف الشريف.
اسماعيل سنوسي- دبي