من الصعب أن تتم عملية الاصلاح السياسي في هدوء، ومن الصعب أن تسير العملية الديمقراطية في أي مكان في العالم وفق خطة محكمة يتم تنفيذها بنسبة 100%، والدليل على ذلك أن أعتى الديمقراطيات في العالم لا تزال تعاني من الفساد والنفوذ المتنامي لجماعات الضغط. المهم ألا نغرق في الأطر النظرية، ونبعد عن الواقع، لأن العملية السياسية هي في التحليل الأخير محصلة لسلوك بشر، هو سلوك يصعب التنبؤ به أو توقع نتائجه، ومن ثم يجب على الأنظمة العربية أن تتقبل تداعيات الاصلاح ونتائجه التي ربما لا تأتي حسب المتوقع والمخطط. ويجب على الأنظمة العربية أن تضع في اعتبارها أن الغرب مهتم بعملية الإصلاح ومستعد لرصد أية تجاوزات تتم في عملية الاصلاح، لذا من الخطأ الإسراف في التعامل الأمني مع التيارات المعارضة لخطى الاصلاح أو غير القانعة ببوادره وعلى هذه التيارات ألا تزايد وتسرف في النقد، كي لا توفر للقوى الخارجية حجج التدخل بسبب أو غير سبب.
في النهاية طريق الديمقراطية ليس مفروشاً بالورود، ويتطلب تضحيات من الأنظمة والقوى المعارضة على حد سواء.
ياسر عثمان صالح-الخرطوم