قرأت المقال الذي كتبه المنسق الأميركي السابق للسلام في الشرق الأوسط دنيس روس، ونشر في "وجهات نظر" بتاريخ 26-5-2005، وخرجت من قراءة المقال بنتيجة واحدة هي أن الأميركيين ما زالوا مُصرين على وضع العربة أمام الحصان، في سعيهم الدؤوب لجعل عملية السلام في الشرق الأوسط تقف على رأسها وليس على قدميها. إن السيد روس يعرف جيداً وهو المطلع على شؤون المنطقة أين تكمن المشكلة. إنها تكمن في سياسات إرهاب الدولة، والتعنت والتعصب الأعمى الذي ينتهجه الساسة الإسرائيليون بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة. والطريقة السفسطائية المماحكة التي اتبعها الكاتب في مقاله، لم يكن لها من دافع سوى خلط الأوراق، والتعمية عن المسؤول الحقيقي عن إرباك المنطقة وتدمير كل فرص السلام فيها. ثم ما هذا النفاق، حين يقول الكاتب الأميركي إن على واشنطن أن تضغط على دول الخليج لكي تقدم هذه الأخيرة مساعدات بقيمة مليار درهم للسلطة الفلسطينية. دول الخليج العربية التي قدمت الغالي والنفيس للشعب الفلسطيني الشقيق في حاجة إلى أن تتكرم واشنطن بحثها على مساعدة لأشقائها الفلسطينيين؟ ما هذه السفسطة ؟ وأقول للكاتب: إذا كنت تريد لواشنطن أن تساعد الفلسطينيين حقاً، وأن تسدي خدمة لعملية السلام، فعليك بحث إدارة بوش على أن تكف ضررها عن الفلسطينيين، بدعمها الأعمى لشارون، وتمويلها لعصابته المتطرفة وجيشه الإرهابي. وعلى أن تكون وسيطاً نزيهاً، وعنصر دعم للاستقرار في المنطقة لا دولة غازية، وداعمة لجو الفوضى والحروب.
عمر عبدالحميد-الشارقة