إخراج البرلمان من شكله التقليدي... ووقت التغيير حان في ألمانيا


الاهتمام البريطاني بتطوير أداء البرلمان، ومتابعة قضية إضراب عاملي إذاعة الـ"بي بي سي"، وخلفيات قرار المستشار الألماني بإجراء انتخابات عامة مبكرة، ورأي مختلف في نشر صور مهينة لصدام حسين... عناوين نستعرضها في ملامح الصحافة البريطانية هذا الأسبوع.


عصرنة البرلمان


طالبت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها ليوم أمس الأول بإصلاحات عديدة لأداء البرلمان البريطاني بدلاً من أن يصبح شكلاً تقليدياً للبرلمانات التي تحكم من قبل السلطة التنفيذية في الدولة. الصحيفة رأت أن البرلمان مهدد بزوال سلطته بالفعل في حال استمر الوضع على ما هو عليه الآن، حيث يسعى رئيس الوزراء توني بلير إلى تقليص سلطات هذا البرلمان الدستورية والتشريعية لتتمكن الحكومة من تمرير ما تشتهيه من قوانين دون أية مراقبة تشريعية صارمة من قبل أعضاء هذا البرلمان.
الصحيفة ترى أن الدور الحقيقي للبرلمان البريطاني غائب، أو مغيب، بفعل ضغوط عديدة من الحكومة على أعضائه، كما أن هذا البرلمان لا يظهر عصرنة في التعامل مع دوره الرقابي على الحكومة ورموزها، وهو بالتالي لا يحاسب أحداً على الإطلاق.
وتناولت الصحيفة تقريراً صدر مؤخراً عن دور البرلمان واتصاله بالمجتمع البريطاني. هذا التقرير أعد من قبل أعضاء في البرلمان وأكاديميين وإعلاميين، وجدوا جميعاً أن ثمة ضعفا في أدوات الاتصال بين البرلمان والمجتمع، وعليه أوصوا بأن يحسن البرلمان من أدائه كي يتواصل مع الجميع ولا يكون برلماناً للنخبة في المجتمع دون العامة. وطالب التقرير بعصرنة البرلمان ليواكب تطور الدولة، وألا يبقى على صورته النمطية الحالية التي أبعدته عن دوره الحقيقي.


صور أميركا في صدام حسين


الصور التي نشرتها صحيفة "الصن" البريطانية لصدام حسين في سجنه كانت عنوان التقرير المطول الذي نشرته صحيفة "الأوبزيرفر" على صدر صفحتها الأولى هذا الأسبوع. حيث تناولت الصحيفة معنى نشر مثل هذه الصور في الوقت الذي انشغل الإعلام العالمي بنقد وتوبيخ "الصن" على نشرها صوراً مهينة لصدام حسين بطريقة مخالفة للقانون والأعراف الدولية.
الصحيفة رأت أن الصور عبرت عن وضع سجناء حزب البعث من المنتمين للنظام العراقي المخلوع، وليس فقط عن وضع زعيمهم صدام حسين. فالزنازين التي يحتجز فيها سجناء البعث العراقي، بحسب الصحيفة، لا تختلف عن بعضها بعضاً من حيث ظروف المعيشة فيها وأهليتها للحياة البشرية.
وتعتبر الصحيفة أن صورة صدام حسين التي ظهرت على غلاف صحيفة "الصن" البريطانية، وأغلفة صحف أخرى، تظهر في الواقع صورة أميركا في تعاملها مع سجنائها السياسيين، أو معاملتها لمعتقلي الحرب في سجونها المختلفة، وهي معاملة تجدها الصحيفة مهينة للغاية ومخالفة للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق السجناء.
الصحيفة رأت أن وضع السجناء السياسيين في قاعدة "باجرام" الأميركية في أفغانستان، وأمثالهم في معتقل خليج "جوانتانامو"، لن يختلف بحال من الأحوال عن وضع سجناء البعث في العراق, إن لم يكن أسوأ.


مخرج للشلل الألماني


بهذا المعنى ترجمت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها ليوم أمس الأول قرار المستشار الألماني جيرهارد شرويدر إجراء انتخابات عامة مبكرة في بلاده هذا العام.
الصحيفة، التي اختارت عنوان "وقت التغيير" لافتتاحيتها، رأت القرار تحصيل حاصل لما آلت إليه حالة ألمانيا في عهد المستشار جيرهارد شرويدر في كافة المجالات، وخاصة تلك المتعلقة بفشله في إحداث إصلاحات اقتصادية، وفشله السياسي الذي ظهر مؤخراً بعد خسارة حزبه الديمقراطي الاشتراكي في انتخابات الأحد الماضي في المناطق الشمالية من ألمانيا. لكن الصحيفة تؤكد أن مثل هذا القرار ليس بيد المستشار الألماني وحده. فبحسب الدستور الألماني يتوجب على البرلمان طرح الثقة بالحكومة كي يتم تقديم موعد الانتخابات بعد أن تكون الحكومة قد فقدت الثقة، وتم حل البرلمان أيضاً.
هذه الحالة حدثت مرة واحدة في تاريخ ألمانيا، حيث توضح الصحيفة بأن المستشار هيلموت كول لجأ إلى طلب طرح الثقة بحكومته عام 1983 لإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما يفكر بعمله المستشار جيرهارد شرويدر صيف هذا العام. ولكن الصحيفة تحذر من أن تحول المحكمة الدستورية الألمانية دون تحقيق ذلك.
الصحيفة تصف جيرهارد شرويدر بالسياسي الماكر، فهو يفكر بأن يعاود حشد الجماهير خلف حزبه من جديد، بعد أن يكون قد نظم حملة انتخابية كفيلة بعودة الصدارة السياسية لحزبه في مواجهة المعارضة المتمثلة في الحزب الديمقراطي المسيحي.


إضراب الـ"بي بي سي"


صحيفة "التلغراف" تابعت قضية إضراب العاملين في محطة ال